تشهد مصر أجواء حارة غير مسبوقة، وهو ما يسترعي الانتباه لأهمية (سقيا الماء) في أكثر من مكان، للتخفيف عن الناس، وهو فعل لو يعلم المقدمون عليه فضله، لتنافس الناس عليه في كل مكان.
عن سيدنا سعد بن عبادة رضي الله عنه، « أنه أتى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت ، أفأتصدق عنها ؟ . قال : نعم قال : فأي الصدقة أفضل ؟ . قال : سقي الماء »، بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر من سقى الماء بالجنة جزاء وفاقاً، فقال صلى الله عليه وسلم : «أيما مؤمن سقى مؤمناً على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم».
دين التكافل
وبما أن الإسلام إنما هو دين التكافل، فلما لا يتعاون أكثر من شخص في التبرع لإقامة (كولدير ماء) بالمنطقة التي يقطنون بها، فإن لهذا فضل عظيم جدًا عند الله، بل أنه ربما يعيش هذا الكولدير لسنوات، يكون قد توفي أحد من ساهم في التبرع به، فيظل هو صدقة عنه حتى قيام الساعة.
وفي ذلك تشبه بسيدنا عثمان ابن عفان الذي مازال إلى الآن رغم وفاته قبل أكثر من 14 قرنًا من الزمان، وله بئر تصدق به قبل وفاته، وللآن يخدم الناس، فكيف هو فضل ذلك عند الله؟!.. هو فضل لا يمكن أن يجاريه فضل.
وقد ووى ابن ماجه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه بعد موته».
اقرأ أيضا:
مشاهد مرعبة.. كيف رأى النبي الزناة في منامه؟الأسر المحتاجة
أيضًا من الأمور الهامة في هذه الأيام الصعبة صيفًا، على كل مسلم قادر أن يساعد قدر استطاعته في مشروع توصيل المياه إلى الأسر المحتاجة في قرى وصعيد مصر، فلو علم هؤلاء فضل هذا الأمر لتنافس كل الناس من أجله.
فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينا رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً، قال: في كل كبد رطبة أجر»، فإذا كان هذا في البهائم فما بالك بالإنسان المسلم!.