هل صليت الجمعة الماضية؟.. إن لم تفعل فاحذر، فأنت في خطر محدق، والأمر جلل، فراجع نفسك قبل فوات الأوان.
في الحديث الصحيح، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من ترك ثلاث جمع من غير عذر طبع الله على قلبه»، وهذا لاشك وعيد عظيم نسأل الله العافية منه، بل هناك أبلغ من هذا ما تقدم في الحديث الذي رواه مسلم في الصحيح، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لينتهن أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين»، وما ذلك إلا لأن ترك صلاة الجمعة إثم كبير ما دام بغير عذر يمنعه من أدائها.
خطر عظيم
عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن اعتياد ترك صلاة الجمعة إنما هو خطر عظيم، إذ يترك (أثرًا كالقطران) والعياذ بالله، على القلب، فعن أبي الجعد الضمري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاوناً بها طبع الله على قلبه».
وفي ذلك يقول الإمام الحافظ العراقي: «إن المراد بالتهاون الترك من غير عذر، والمراد بالطبع أن يصير قلبه قلب منافق»، وما ذلك إلا لأن الجمعة حق على كل مسلم أدائها، مهما كانت الظروف، ولا يعذر عنها إلا بعذر شديد.
عن طارق بن شهاب أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، وامرأة، أو صبي، أو مريض»، فالتخلف عن الجمعة من غير عذر مما ورد فيه الوعيد الشديد، فعن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: « لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم».
اقرأ أيضا:
بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًاهل من كفارة؟
في المقابل، هل من كفارة، يكفر بها العبد المسلم عن تركه صلاة الجمعة؟.. بالأساس فإن صلاة الجمعة فريضة لا يستقيم أمر دين المأمور بها إلا بأدائها والمحافظة عليها كسائر الصلوات المفروضة، قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجمعة:9).
بينما قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم حول ذلك: «رواح الجمعة واجب على كل مسلم»، وبالتالي فإن كفارة هذا الذنب هي التوبة النصوح إلى الله تعالى، وملازمة قراءة القرآن والذكر والاستغفار، وتأدية الفرض في بيت الله مع الجماعة، والتزود بخير الزاد، قال الله تعالى: «وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ» (البقرة:197).