أعزائي يا من تستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ومنها (الفيس بوك)، في التشهير بالناس، أين أنتم من الستر الذي أمرنا الله عز وجل؟، ألم نعلم أن مجتمع الإسلام إنما هو مجتمع متضامن متآلف؟.. كيف لا ندري أننا تريبنا في ديننا على حفظ أسرار بعضنا البعض، وعدم التشفي في الآخرين، فإذا حل بواحد منا كربًا ما أسرع الآخر إلى مساعدته، وإذا رآه يحتاج إلى الستر ستره، أو يحتاج إلى المعاونة أعانه.
فقد جاء في الحديث الصحيح عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».
الجزاء من جنس العمل
عزيزي المسلم، يا من يصمم على فضح الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، ألم تعلم بأن الجزاء من جنس العمل، وأن الله عز وجل لن يتركك حتى يفضحك في وسط أهلك؟.
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته»، فستر المسلم لأخيه المسلم في الدنيا، يكافئه الله تعالى عليه في الآخرة، والجزاء من جنس العمل، وهذه المكافأة أسمى وأكرم.
ففي يوم القيامة لا تخفى أسرار ولا يكتم أمر، وتجد كل نفس ما عملت محضراً سواء كان خيراً أو شراً، ولكن الستر الإلهي يظلل المؤمنين وأهمهم بلاشك الذين ستروا عباد الله في الدنيا، فلم يتتبعوا عوراتهم ولم يتجسسوا عليهم، وعن ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة».
اقرأ أيضا:
بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًاحق أصيل
الستر حق أصيل لكل مسلم على أخيه المسلم، فلا تتبع أسراره أو التجسس عليه، لأنها بحق جريمة كبيرة في نظر الإسلام يستحق صاحبها العذاب من الله ومؤاخذته بمثل جريمته، بل وفضحه أمام العامة يومًا ما، لكن لا مانع من النصيحة بينك وبينه، واعلم أن النصيحة في الملأ إنما هي فضيحة، وأن تقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دون أن تفضح.. فلا يجوز أن يتستر المسلم على جريمة تلحق أذى بآخرين أو تضر المجتمع.
فقد أخرج أبو داود من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حمى مؤمنا من منافق - أراه قال - بعث الله عز وجل ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلمًا بشيء يريد شينه به، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال».