هل الأنبياء يستغيثون؟.. نعم.. لكن كيف؟.. إذ يقول الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه: «ما كرب نبي من الأنبياء إلا استغاث بالتسبيح»، والنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لم يترك لنا أي موقف إلا وعلمنا الطريقة للتسبيح فيه وبشأنه، فجميع خلق الله تعالى تسبح بحمده، للتأكيد على حسن الخضوع والعبودية، لذلك يقول المولى عز وجل: «تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا»، (الإسراء 44)، فكيف بكل المخلوقات تسبح، ويتمنع الإنسان عن ذلك؟!..
وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت».
ملء السموات والأرض
فإذا أردت عزيزي المسلم، أن تملأ عنان السماء والأرض بكلمات عظيمة، لها فضل عظيم، فعليك بالتسبيح، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض»، بضع كلمات بسيطة جدًا، لكن فضلها عظيم جدًا، لدرجة أنها تملأ بين السماء والأرض، فكيف بنا نترك هذا الفضل للحديث فيما هو أقل أهمية؟.
والنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم علمنا في كل موقف ماذا نقول، ومن ذلك، ما جاء في حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، فقال : «لقد سأل الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب وفي لفظ : لقد سألت الله باسمه الأعظم».
اقرأ أيضا:
بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًاالخلاص
أيضًا من جمال التسبيح وعظمته، أن به الخلاص، فقد تسبح الله ذات مرة، وهو يمنحك ما لا تتصور أبدًا، فعن سيدنا أبي هريرة وأنس بن مالك وربيعة بن عامر رضي الله عنهم، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال : «ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام »، والمعنى أي تعلقوا بها والزموا وداوموا عليها.. أيضًا من فضل التسبيح أنه يرفع أي غم أو حزن عن صاحبه.
فمن حديث عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن ، فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك اللهم بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ؛ إلا أذهب الله همه وحزنه ، وأبدله مكانه فرحا ، فقيل : يا رسول الله ، ألا نتعلمها ؟ قال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها».