أخبار

هل ليلة القدر هي ليلة 27 أم في السبع الأواخر؟

معين فضائل لا ينضب للعفو عند المقدرة .. خلق نبوي أصيل أقبل عليه في رمضان لتكون من العتقاء من النار

3 عادات تساعدك في النوم بعمق وتمنع عنك الأرق في رمضان

أحاديث غير صحيحة عن رمضان: قصة المرأتين اللتين وقعتا في الغيبة

إغاثة الملهوف في رمضان.. كيف تنصر مظلومًا وتدخل به الجنة؟

غير قادرة على الاستذكار وزاد الأمر في رمضان.. ما الحل؟

لماذا يشعر البعض بالدوار والدوخة بعد الإفطار في رمضان؟.. 5 وسائل لكي تتجنبه

حتى لا تقول في نهاية رمضان: يا الله ما أسرعه!

حكم استعمال العطور والصابون المعطر ودهان "أبو فاس" في نهار رمضان..هل يفسد الصوم؟

خطيبي يتركني ويعود في رمضان .. ما الحل؟

مهما بلغت ذنوبك.. آيات قرآنية تبشرك بقبول التوبة وتفتح لك باب الرجاء

بقلم | أنس محمد | الخميس 11 يناير 2024 - 04:13 م


نسرف كثيرًا في المعاصي والذنوب، حتى يتملك الشيطان منا، ويوسوس لنا بالقنوط من رحمة الله لنكون أداة سهلة وطيعة له في مد يد العون بالمزيد من المعصية والفساد في الأرض.

وقد مر أهل مكة بعد نزول الرسالة المحمدية بهذا الشعور بالقنوط واليأس من رحمة الله، فقال أهل مكة، يزعم محمد أن من عبد الأوثان، وقتل النفس التي حرم الله، لم يغفر له، فكيف نهاجر ونسلم، وقد عبدنا مع الله إلها آخر، وقتلنا النفس التي حرم الله، فأنزل الله تعالى قوله: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، «سورة الزمر: الآية 53».

يقول عبد الله ابن عمر، نزلت هذه الآية في عياش بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد، ونفر من المسلمين كانوا أسلموا، ثم فتنوا، وعذبوا فافتتنوا، فكنا نقول لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلاً أبداً، قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عذبوا به، وكان عمر كاتباً، فكتبها إلى عياش والوليد، وأولئك النفر، فأسلموا وهاجروا.

وقال ابن عباس إن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم، فقالوا إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملناه كفارة، فنزلت هذه الآية (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، «سورة الزمر: الآية 53».

لا تقنطوا من رحمة الله


يخبر الله تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه، ويحثهم على الإنابة فلا تقنطوا من رحمة الله، لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان، وعلى ما يغضب الرحمن، ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعاً من الشرك، والقتل، والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار، إنه هو الغفور الرحيم.

اقرأ أيضا:

غفلت عن رمضان.. بشرى نبوية لك في السبع الأواخر

آيات تدل على الرجاء وقبول التوبة


تلك الآيات القرآنية التي كان لها أثر مختلف على أصحابها من العصاة والمذنبين، فهي أبلغ آية في معنى من المعاني؛ كالرجاء والخوف، والشِّدّة واليُسْر، والبلاغة والإحكام، والوعظ والتسلية، ونحو ذلك من معاني القرآن.

فعن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما أُحِبُّ أنّ لي الدنيا وما فيها بهذه الآية: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر: 53]، فقال رجلٌ: يا رسول الله، فمَنْ أشرك؟ فسَكَتَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: إلّا مَن أشرك، إلّا مَن أشرك (ثلاث مرات)».

 وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «بعث رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى وحشيّ قاتِلِ حمزة -رضي الله عنه- يدعوه إلى الإسلام، فقال: كيف تدعوني وأنت تَزْعُمُ أنّ مَنْ قَتَلَ أو زَنَى أو أشرك يَلْقَ أثامًا، ويضاعَف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا، وأنا صنعتُ ذلك؟! فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله -عز وجل-: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}[الفرقان: 70] إلى آخر الآية.

 فقال وحشي: يا محمد، هذا شرط شديد: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا}! فلعلي لا أقدر على هذا، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: 48].

 فقال وحشيّ: يا محمد أَرى بَعْدُ مشيئةً، فلا أدري يُغْفَرُ لي أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}[الزمر: 53]، قال وحشي: هذا نعم، فجاء فأسلم».

 وعن عليّ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما أنزل اللهُ عليَّ آية أرجى من قوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}[الضحى: 5]، [فذخرتها] لأُمّتي يوم القيامة».

 قال ابن عباس: «رضاه أن تَدْخُل أمّتُه كلُّهم الجنّة».

 وعن عبد الله بن عمرو، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم-: تلا قولَ اللهِ -عز وجل- في إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[إبراهيم: 36]، وقال عيسى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[المائدة: 118] فرفع يديه وقال: «اللهم أُمّتي أُمّتي» وبكى! فقال الله تعالى: «يا جبريل، اذهب إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- فقل له: إنا سَنُرضِيك في أُمّتك ولا نَسُوؤك»

 وقال الشاعر:

 قَرَأْنَا فِي الضُّحَى وَلَسَوْفَ يُعْطِي ** فَسَرَّ قُلُوبَنَا هذا الْعَطَاءُ

 وَحَاشَا يَا رَسُولَ اللهِ تَرْضَى ** وَفِينَا مَنْ يُعَذَّبُ أَوْ يُساءُ!

وحُكِي أنّ الصحابة -رضوان الله عليهم- تذاكروا القرآنَ، فقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: قرأتُ القرآنَ من أوّله إلى آخره فلم أَرَ فيه آية أرجى وأحسن من قوله -تبارك وتعالى-: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}[الإسراء: 84]؛ فإنه لا يُشاكِل بالعبد إلّا العصيان، ولا يُشاكِل بالربّ إلّا الغفران…».

 وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: «قرأتُ القرآن من أوّله إلى آخره فلم أَرَ فيه آية أرجى وأحسن من قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ}[غافر: 3]، قَدَّم غفران الذّنوب على قبول التوبة، وفي هذا إشارة للمؤمنين».

الكلمات المفتاحية

لا تقنطوا من رحمة الله آيات تدل على الرجاء وقبول التوبة الاستغفار والتوبة

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled نسرف كثيرا في المعاصي والذنوب، حتى يتملك الشيطان منا، ويوسوس لنا بالقنوط من رحمة الله لنكون أداة سهلة وطيعة له في مد يد العون بالمزيد من المعصية والفس