عزيزي حافظ كتاب الله عز وجل، إياك أن تتصور أن دورك انتهى بأنك حفظت القرآن العظيم، وإنما هي بداية، لأنك تحفظ خير الكلام، وخير ما قيل وسيقال حتى قيام الساعة، وبالتالي عليك أن تكمل الرسالة الحقيقية، في عدم الاحتفاظ بما حفظت لنفسك وفقط، وإنما انقله لغيرك، ولكل الناس.
علمه أطفالك ونساء أسرتك، واشرح معانيه للجميع، وليكن دورك الحقيقي في إيصال معانيه العظيمة والفضلى إلى الكل، واعلم يقينًا أنه فما من كلام أشرف من كلام الله، وما من أوامر أعظم من أوامر الله، وما من رسائلَ حب أحب إلى القلوب من رسائل الله عز وجل، فاحملها إلى الناس كافة، وإياك أن تبخل بها على أحد.
ثناء عظيم
عزيزي حافظ القرآن، اعلم يقينًا أن الله عز وجل منحك ثناءً عظيمًا، بالتأكيد تستحقه، لكنه أيضًا أثنى أكثر على كلامه وقرآنه الكريم، فلتكن خير حافظ، وخير موجه، وخير ملقي، حتى يستحسن الناس كلام الله، كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم: « وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا » (النساء: 87)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا » (النساء: 122).
فيا حافظ القرآن اعلم أنك الوحيد الذي من المفترض أن يحسده الناس، لأنك تحمل في صدرك أعظم ما قيل حتى قيام الساعة، فلقد من الله عز وجل عليك بحفظ كتابه العظيم، ونسبك إلى أهل العلم بقوله: « بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ » (العنكبوت: 49).
ليس هذا فحسب، وإنما جعلكَ النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من خير أمته، إذ قال عليه الصلاة والسلام: « خيركم من تعلم القرآنَ وعلمه »، وذلك من غير حول منك ولا قوة، وإنما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واللهُ ذو الفضل العظيم.
اقرأ أيضا:
بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًامنزلة عظيمة
عزيزي حافظ القرآن، إنك صاحب منزلة عظيمة، فقد احتسبك الله مع المخلصين في الدنيا والآخرة، وقدمك على الكل في إمامة الصلاة في الدنيا، إذ يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم عن صاحب القرآن في الدنيا: « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ».
وفي الآخرة، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: « يقال لصاحبِ القرآنِ اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتَك عند آخر آية تقرؤها »، كل ذلك ويمنحك الله عز وجل أيضًا حب الناس، فمن الصعب أن تجد أحد يقرأ القرآن ويكرهه الناس!.