أخبار

هل وردت أحاديث عن فضل صيام العشر الأوائل من شهر محرم؟

5 أغذية تساعدك على العيش لفترة أطول

فوائد مذهلة لبذور الشيا.. تجعلك تنام خلال دقائق

ابني في الثانوية العامة وينسى ما ذاكره في الامتحان.. ما الحل؟

بشريات ربانية ونبوية غالية لمن يتقى الله فى المرأة.. يكشفها د. عمرو خالد

بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًا

متى تأتي المصيبة؟.. وهل هي ابتلاء أم نتيجة لأعمالنا؟

حينما تسول لك نفسك وترى خبثك ذكاءً.. انتظر هذه النهاية

كابوس فشلت معه الاستعاذة.. الشيطان يوسوس لي بالإساءة للذات الإلهية؟

حفيدة النبي.. معاملة ورقّة نبوية تفوق الخيال

من أحب لقاء الله أحب الله لقائه.. هل هذه دعوة نبوية لحب الموت؟

بقلم | خالد يونس | الاحد 15 اغسطس 2021 - 09:44 م

الموت هو الحقيقة الكبرى في هذا الوجود فلم يكتب الله الخلود لأي مخلوق فهو المآل المؤكد والمصير المحتوم لكل نفس، والمؤمن الحق هو الذي يستعد لهذه اللحظة التي لا مفر منها ، وعندما تأتي يستبشر بها، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من أحب لقاء الله أحب الله لقائه، ومن كره لقاء الله كره الله لقائه"، وليس في هذا أبدا دعوة لحب الموت ولكن للاستبشار بما بعده من جزاء الله العظيم لعباده الصالحين.

يقول الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايعإن: إن الله جل وعلا قد عزَّى عباده جميعًا، قد عزَّى جميعَ الناس في أنفسهم، وأخبر أنهم جميعًا يموتون، كما قال عز من قائل: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185]، وقال عز وجل أيضًا: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88]، وأخبَر سبحانه نبيَّه محمدًا عليه الصلاة والسلام، وخاطبَه بهذا الأمر العظيم؛ لأنه أكرمُ الخلْق، وأشرف عبادِ الله جميعًا فقال له سبحانه ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30]، وبذلك كانت هذه الآية الكريمة: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185] تعْزيةً لكل أحَد؛ ذلك لأنه ما مِن حيٍّ على وجه الأرض، ولا في هذا الوجود مِن الخْلق إلا ومآله إلى الموت، ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام ﴾ [الرحمن: 27].

وما مِن مخلوق إلا وهو يُدافِع الموت ويكرهُه ويكرهُ لقاءَه؛ ولذلك لما أخبر بهذه الحقيقة نبيُّنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مرةٍ، بحضْرة مِن الصحابة رضي الله عنهم تعجَّبوا مِن هذا، وتعجَّبوا مِن حديثه عليه الصلاة والسلام، وأنهم يكرهون الموت، واستغرَبوا ما يترتَّب على ذلك؛ مما سَبق إلى أنفسهم مِن أن كراهية الموت تقتضي كراهية لقاءِ الله تعالى، وقد وضَّح النبيُّ عليه الصلاة والسلام حقيقة هذا الأمر، كما ثبت في صحيحَيِ البُخاري ومسلم: عن عُبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((مَنْ أحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، ومَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ))، قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها، أو بَعْضُ أَزْوَاجِهِ رضي الله عنهن: إنَّا لنَكْرَهُ الموتَ، قَالَ: ((لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ المؤمِنَ إذَا حَضَرَهُ الموتُ بُشِّرَ برِضوانِ اللهِ وَكَرَامتِهِ، فَلَيْسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا أمَامَهُ، فَأحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، وَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وإنَّ الكافِرَ إذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ شَيءٌ أكرَهَ إليْهِ مِمَّا أمَامَهُ، كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ)).

بشارات المؤمن


وهذا يُوضِّح أن المؤمن سيكون إلى خير، وذلك بما ينتظره مِن الخير الذي أمامه، وقد أزال النبُّي صلى الله عليه وآله وسلم الإشكالَ الذي يَسبق إلى النفوس مِن أن كراهية الموت تقتضي كراهية لقاءِ الله، فأزال هذا اللبس، وقرَّر المعنى الصحيح، فإن النفوس جميعًا - كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - تكره الموتَ، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضَّح حقيقة الأمر، وأن المؤمن إذا حُضِر ونزلَتْ به الملائكةُ فإنه يرى مِن الخير الشيءَ الكثير، ولهذا فإنه يحبُّ لقاء الله، ويستبشر به؛ بل إنه في تلك اللحظات ليستعجل مِن ملك الموت، ومَن معه أن يقبضوا روحه حتى يصير إلى ما أمامه مِن الخير، كما يوضِّحه حديث آخر في شأن قبض الأرواح، وأن المؤمن تخرج روحه وتسيل في يد ملك الموت كما تسيل القطرة مِن في السِّقاء، وذلك للراحة التي يجدُها، والاستبشار الذي يتهلل به وجهه، وتسعد به نفسُه، كما يوضِّحه أيضًا قول رب العزة سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]، وفي تلك اللحظاتِ والمؤمنُ يُعاين هذه البشارات، ويسمعها مِن الملائكة؛ رُسُلِ اللهِ - مَن الذي يجعله يتشبث بالدنيا؟ إنه محبٌّ لِلِقاء الله، محبٌّ لرضوانه، محبٌّ للملك العظيم الذي أمامه، محبٌّ للنعيم الأعظم الذي رأى بعض آثاره، فإنه في تلك اللحظات يُعاين مكانه، ومقعده من الجنة، فهو يتشوَّف ويستعجل لأن يصل إلى ذلك المآل، كيف لا يستعجل وهناك أعظمُ النعيمِ وأكبرُه وأشرفُه وأجلُّه وأعلاه، وهو رؤية وجْه الربِّ تبارك وتعالى، وحينئذٍ حينما سَبَق إلى نفس هذا المؤمن حبُّ لقاء الله أحبَّ اللهُ لقاءه.

وعلى الضد مِن ذلك فإن الكافر أو الفاجر إذا رأى أمامه النكال والعذاب؛ فإنه يكره أن يتحوَّل عن هذه الدنيا؛ لأنه يعلم أن ما أمامه أشد وأعظم مِن العذاب والنكال الذي ينتظره.

ويزيد الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايعإن  المعنى توضيحًا فيقول: والمقصود أن المؤمن حين لحظات الموت إذا بُشِّر بالرضوان والرحمة فإنه يحبُّ لقاء الله عز وجل، ويتشوَّف إليه فيحبُّ اللهُ لقاءه، أما الكافر والعياذ بالله فإنه إذا بُشِّر بعذاب الله وسخطه كره لقاءَ الله، فكره اللهُ لقاءَه، وفي هذا المعنى يقول العلامة النووي رحمه الله: (إن الْكَرَاهَةَ الْمُعْتَبَرَةَ هِيَ الَّتِي تَكُونُ عِنْدَ النَّزْعِ، فِي حَالَةٍ لَا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ وَلَا غَيْرُهَا، فَحِينَئِذٍ يُبَشَّرُ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ، وَمَا أعدَّ له، وَيُكْشَفُ لَهُ عَنْ ذَلِكَ)، وبهذا ندرك أيها الإخوة المؤمنون ما ينبغي على الإنسان من الاستعداد لهذه النقلة العظمى؛ حتى إذا حضَرَت كان قد أعدَّ العمل الصالح الذي يسرُّه أن يلقاه، لا أن يتمنَّى على الله الأماني، ويرجو أن يُعاد ويرجع إلى الدنيا كما أخبر الله عن أولئك في قوله: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].

 وكما قال الله تعالى مُخبرًا عن هؤلاء أيضًا: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 23، 24]، فلقاءُ الله حاصل لا محالة، ولكن الناس يتفاوتون في حب هذا اللقاء أو كراهيته، بالنظر لما قدَّموا في هذه الحياة الدنيا، والله جل وعلا يقول: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 223]، ويقول عز من قائل: ﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 5]، ويقول عز من قائل: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، وقال الله تعالى أيضًا: ﴿ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 46]، وقال سبحانه مادحًا عبادَه المؤمنين، ومبشرًا لهم بحُسن العُقبى: ﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 44].

 وهذا اللقاءُ للهِ سبحانه الذي يُوَفَّاهُ المؤمنون لقاءٌ كلُّه شرف وعِزٌّ وفخامة وتشريف من الرب الكريم، ففي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَيْسَ بَيْنَه وَبَيْنَ اللهِ تَرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قدَّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ))، وفي رواية عند البخاري: ((ما منكم مِن أحد إلا وسيكلمه ربُّه ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجابٌ يحجبه))، وفي رواية أيضًا عند البخاري ((وليلقينَّ الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولنَّ: ألم أبعث إليك رسولًا فيبلغك؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أعطك مالًا وولدًا وأفضل عليك؟ فيقول: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم)). وروى مسلم أيضًا من حديث أبي هريرة قال: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: ((هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ فِي سَحَابَةٍ؟)). قَالُوا: لاَ. قَالَ: ((فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي سَحَابَةٍ؟)). قَالُوا: لاَ. قَالَ عليه الصلاة والسلام: ((فَوَالَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ؛ لاَ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا - قَالَ - فَيَلْقَى الْعَبْدَ فَيَقُولُ: أَي فُلْ، أَلَمْ أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزَوِّجْكَ، وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإِبِلَ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. قَالَ فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاَقِىَّ؟ فَيَقُولُ لاَ. فَيَقُولُ فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي...)). الحديث.

ويتابع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايعإن في "الألوكة" قائلًا: هكذا يكون لقاء الله، وهكذا تكون المناجاة، وهكذا تكون المحاسبة، فأما للمؤمنين فهي خير وعز وشرف وعفو ورحمة من الرب الكريم، وأما لمن أعرَض واستنكف فإنها إقامة للحجة، وبيان للنعم التي فرط فيها، فتكون العاقبة إلى خسار - عياذًا بالله من ذلك كله.

والمقصود أن المؤمن ينبغي أن يُعدَّ لتلك اللحظات العظيمات، فإن العبرة بالخواتيم، والخواتيم ما هي إلا ميراث للسوابق، فمَن كانت سوابقُه إلى خير خُتم له بها، ومَن كانت سوابقُه في الشر والإثم كانت الخاتمة بمثلها، أجارنا الله وإياكم من الخزي والندامة.

لطف الله ورحمته


وتأمَّلوا أيضًا في أن الله سبحانه يُغدق على هذا العبد المؤمن من رحمته وإحسانه، ومِن لُطفه وبَرَكَاته الشيءَ الكثير، كما يوضِّحه أيضًا الحديثُ القدسيُّ الذي رواه البخاري عن نبيِّنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى؛ أنه يقول: ((ومَا تَرَدَّدْتُ في شَيءٍ أنَا فَاعِلُهُ؛ تَرَدُّدِي في قبْض نَفْسِ عبدي المؤْمِنِ، يَكْرَهُ الموْتَ، وأنَا أكْرَهُ مَسَاءتَهُ)).

ربُّنا سبحانه مِن رحمته ورعايته لعبده المؤمن يَكْره مَسَاءَتَه بالموت، لكنه لا بد له منه، ((ومَا تَرَدَّدْتُ في شَيءٍ أنَا فَاعِلُهُ))؛ تردُّد اللهِ تردُّد يليق به سبحانه، فإنه ليس كالخلْق الذين يترددون بسبب خفاء الأمر عليهم؛ أنفْعل هذا مِن ذاك؟ فالله عليم خبير، ولكن تردُّده سبحانه كما فسَّره في تمام الحديث أنه لأن عبده المؤمن يكره الموت، والله يكره مساءته، ولكن لا بد لولوج الجَنَّة مِن الولوج عبر بوابة الموت، فما من أحد إلا وهو داخل هذا الباب، ثم يكون الخلْق إما إلى جَنَّة أو نار.

ومن رحمة الله سبحانه لعبده المؤمن ما يرسله مِن التثبيت له في تلك اللحظات العصيبة - على نحو ما تقدم إيراده من تلك الآية الكريمة ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]، فالله سبحانه يُغدِق على هذا المؤمن، ومِن أعظَم النِّعم التي يمنُّ بها عليه أنه يَرى ربَّه يوم القيامة، رؤية تكريم وتشريف، وهذا ثابت بكتاب الله تعالى، وسُنَّة نبيِّه محمد عليه الصلاة والسلام، فرؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة هي أعظم النعيم، وأكرمه وأشرفه، وأما أهل الإعراض والاستنكاف والعصيان فإنهم يُعاقَبون بالحرمان مِن رؤية الله سبحانه، فإنهم وإنْ لقُوا ربهم ورأوه يوم القيامة فإنها ليست رؤية تشريف لهم، ويعقُبها بعد ذلك عقاب عظيم، وهو أن يُحرموا مِن رؤية الله تعالى، ثمَّ وبعد ذلك كما قال سبحانه: ﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ [المطففين: 15]، أما المؤمن فإن الله يكرمه برؤيته، ويتكرر هذا في جنَّته، وهذا أعظم النعيم.

اقرأ أيضا:

بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًا

اقرأ أيضا:

متى تأتي المصيبة؟.. وهل هي ابتلاء أم نتيجة لأعمالنا؟


الكلمات المفتاحية

حب لقاء الله كراهية الموت بشارات المؤمن تنزل الملائكة رحمة الله بالمؤمنين

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled الموت هو الحقيقة الكبرى في هذا الوجود فلم يكتب الله الخلود لأي مخلوق فهو المآل المؤكد والمصير المحتوم لكل نفس، والمؤمن الحق هو الذي يستعد لهذه اللحظة