يبدأ من غد الثلاثاء صيام عاشوراء ذلك اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام من فرعون، حيث يستحب صيام هذا اليوم شكرا لله تعالى.
الصيام في شهر الله المحرم:
والصيام في شهر الله المحرم مرغب فيه فقد جاء في السنة النبوية المطهرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر محرم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " رواه مسلم فهو شهر مفضل بإضافته إلى الله إضافة تعظيم.
صيام عاشوراء:
وإن كان الصيام في شهر الله المحرم مرغب فيه بصفة عامة فإن صيام عاشوراء وهو اليوم العاشر المحرم آكد في التفضيل وثوابه عظيم؛ فقد جاء في السنة النبوية المطهرة عندما قدم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، فَوَجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عن ذلكَ؟ فَقالوا: هذا اليَوْمُ الذي أَظْهَرَ اللَّهُ فيه مُوسَى، وَبَنِي إسْرَائِيلَ علَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا له، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَحْنُ أَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فأمَرَ بصَوْمِهِ.
ولصيام عاشوراء ثلاث مراتب أو ثلاث درجات ذكرها العلماء:
المنزلة الأولى: وهي اقل المنازل صيام يوم عاشوراء منفردا.
المنزلة الثانية: صيام تاسوعاء مع عاشوراء ويبدأ هذا من صيام غد الثلاثاء ثم يصوم بعد غد الأربعاء معه، كما جاء في الحديث أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم قال: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ).
المنزلة الثالثة: وهي أعلى المنازل وأفضلها: صيام يوما قبل عاشوراء ويما بعده أي صيام يوم تاسوعاء مع صيام يوم عاشوراء ثم صيام يوم الحادي عشر من المحرم وهو اليوم الذي يلي يوم عاشوراء وهذه المنزلة أفضل وأرفع المنازل.
فضل صيام عاشوراء:
ورد في فضل صيام يوم العاشر من المحرم أن من صامه يكفر الله تعالى ذنوب السنة الماضية له، كما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفر السنة الماضية.
وقد تكلم العلماء فيمن ينوي بصيام عاشوراء التطوع والقضاء معا وهو ما يعرف بالتشريك أي الجمع بين الواجب والمستحب بنية واحدة ، فمن نوى المستحب لم يجزه عن الواجب ، فمن صام بنية عاشوراء لم يجزه عن قضاء رمضان ، ومن نوى قضاء رمضان وأوقعه في يوم عاشوراء ، صح قضاؤه ، ويُرجى أن ينال ثواب عاشوراء عند بعض أهل العلم .وينبغي أن يبادر الإنسان بقضاء ما عليه ، فهذا أولى من فعل التطوع ، لكن إن ضاق عليه الوقت ولم يتمكن من قضاء جميع ما عليه وخاف أن يفوته صوم يومٍ فاضلٍ كعاشوراء أو يوم عرفة ، فليصم بنية القضاء ، ولعله ينال ثواب عاشوراء وعرفة أيضا ؛ فإن فضل الله واسع.