الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، يخالط غيره، يحب ويكره، يصادق ويعادي، وهو في رحلة الحياة يبحث عمن يشبهها روحًا ومضمونًا، وحينها تتحقق الألفة ويسود الحب.
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال : « المؤمن مألف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس».
والنبي عليه الصلاة والسلام يستخدم صيغ المبالغة في حث المسلمين على الحب والتآلف، لأن الله عز وجل يحب عبده المحبوب من الناس، بل بالأساس من يحبه الله يوضع له القبول في الأرض.
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانًا فأحِبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القَبول في أهل الأرض».
رأس مال الأمة
هل يعلم المسلمون، أن المحبة والألفة هي رأس مال الأمة؟.. وفي الحديث القدسي: يقول الله تبارك وتعالى: «وجبت محبتي للمتحابين في، وللمتجالسين في، وللمتزاورين في، وللمتباذلين في»، وما ذلك إلا لأن طبيعة الحب المقسوم بين قلوب المؤمنين ما هو إلا رزق موهوب من الله الوهاب، القائل في كتابه الكريم: « وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » (الأنفال: 63).
فتكون النتيجة رحمة من الله عز وجل عظيمة، يمنحها لهؤلاء الذين تتآلف قلوبهم، قال تعالى يؤكد ذلك: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » (التوبة: 71).
الحب في الله
بالأساس أيضًا، فإن الإسلام حث على أهمية الحب في الله، أي أن يكون الحب دون أي مصالح أو أهواء أو دافع، وإنما لله وفقط، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من عباد الله لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، بمكانتهم من الله تعالى» قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم؟ قال: «هم قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتقاضونها، فو الله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس» وقرأ هذه الآية: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
وهؤلاء ينادي عليهم الرحمن يوم القيامة ليظلهم في ظله يووم لا ظل إلا ظله، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي».
اقرأ أيضا:
شهر رجب من الأشهر الحرم.. هذه فضائله