أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن إطلاق حملة توعوية شاملة باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان: "وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا" للتوعية بأهمية وضرورة الحفاظ على البيئة وحمايتها من المخلفات، ونشر السلوك الحسن بين الناس في التعامل مع البيئة المحيطة بهم، خاصة بعد التغيرات المناخية الأخيرة والتي يعاني منها العالم الآن نتيجة الإهمال البشري، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب -شيخ الأزهر، بتكثيف الجهود التوعوية التي ترتبط بواقع الناس ارتباطًا مباشرًا.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد، إن الحملة تعكس اهتمام الأزهر الشريف وقطاعاته الدعوية بمثل هذه القضايا المهمة، والتي تحتاج إلى توعية وجهود نوعية من مختلف المؤسسات سواء الدينية أو الثقافية أو التعليمية، خاصةً إذا كانت هذه القضايا ترتبط بحياة الإنسان عمومًا، فحماية هذا البنيان واجب شرعي ومجتمعي لابد للجميع أن يشارك في حمايته والحفاظ عليه من كل خطر يمكن أن ينال منه.
أضاف عيّاد أننا إذا كنا جميعًا نعاني من التغيرات المناخية نتيجة الاستخدام الخاطئ للموارد الطبيعية، فإن الإسلام وشريعته السمحاء التي تدعونا إلى إعمار الكون، حذرنا في نصوصه أشد التحذير من الإفساد في الأرض، كما نهى أشد النهي عن الممارسات التي من شأنها الإضرار بالبيئة وبمن فيها سواء إنسان أو حيوان.
وأوضح الأمين العام أن الحملة تتناول التوعية بمخاطر التلوث على الفرد والأسرة والمجتمع بأكمله، وذلك من خلال بيان تعاليم الإسلام وأخلاقياته في هذا الشأن وكيف اعتبر الإسلام أن النظافة جزء من الإيمان، وأن المؤمن لابد وأن تظهر أخلاقيات الإسلام في شخصيته وسلوكه.
وأشار الأمين العام إلى إن الحملة يشارك فيها وعاظ وواعظات الأزهر الشريف من مختلف مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية، وتدور محاورها حول الحديث عن السلوكيات الإيجابية التي ينبغي أن يكون عليها كل فرد في هذا المجتمع في تعامله مع من حوله وتعامله مع بيئته الخاصة والعامة، كما أنه من المقرر أن يتم تنفيذها إلكترونيًا أيضًا من خلال نشر فيديوهات ورسائل مكتوبة عبر الصفحات الرسمية للمجمع على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال موقع المجمع على بوابة الأزهر الشريف والذي يصدر في نسختين عربية وإنجليزية.
من ناحية أخري عقد مجمع البحوث الإسلامية اليوم، بالتعاون مع مركز تطوير الطلاب الوافدين اللقاء الثالث لملتقى الأخوة الإنسانية، للطلاب الوافدين بمدينة البعوث الإسلامية، بعنوان "الأخوة الإنسانية في الشرائع السماوية _ مفاهيم وضوابط"، وذلك ضمن فعاليات الأنشطة الثقافية والعلمية التي ينظمها الأزهر الشريف بمختلف قطاعاته للطلاب الوافدين والطالبات الوافدات من مختلف دول العالم.
شارك في اللقاء د. نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ود. سلامة جمعه داود رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ود. نهلة الصعيدي رئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين، ود. عبد الفتاح العواري أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، ود. علاء جانب أستاذ الأدب بجامعة الأزهر، ود. سعيد عامر الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بالمجمع، وعدد من وعاظ الأزهر الشريف، وبمشاركة المستشار التربوي والثقافي لدولة ماليزيا بالقاهرة.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد خلال كلمته إن هذا اللقاء يأتي ضمن استراتيجية الأزهر الشريف الشاملة التي تتعلق بالتوعية المستمرة للطلاب الوافدين من خلال دعم الجانب المعرفي لديهم وتحصينهم فكريًا من محاولات استقطابهم وإبعادهم عن منهج الأزهر الوسطي، حيث تأتي مثل هذه اللقاءات المهمة في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر الذي يولي الطلاب الوافدين اهتمامًا كبيرًا، باعتبارهم سفراء للأزهر في بلادهم المختلفة يحملون منهجه الوسطي وينشرون صحيح الدين.
اقرأ أيضا:
بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًا أضاف عياد أن الأخوة الإنسانية تسهم بشكلٍ فَعَّال ومباشر في نَشْرِ السَّلامِ العالمي وتَحقيق العيش المشترَكِ مِن خِلال تَصْحيح بعض المفاهيم المَغْلُوطة التي أدَّت إلى الإرْهاب والعُنف وعَدَم الانْدِماج الإيجابي في بعضِ المجتمعاتِ الإِنْسَانيةِ، وهو ما يولي له الأزهر أهمية خاصة تنطلق من دوره ورسالته العالمية في إقرار السلم المجتمعي بين جميع الأمم والشعوب