يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».
فالإسلام دين يدعو إلى السلام، تحيته السلام، وإفشاء السلام إنما هو شعار إسلامي فعلي يسود بين الناس، وتصديقًا لتلك المحبة التي تسكن ضمير المسلم ووجدانه وتؤثر في سلوكه تجاه الآخر.
ففي إلقاء السلام كتحية تعبيري عن السلام الداخلي، وفيه تأمين الآخرين وإشعارهم بالطمأنينة، وفيه تدريب للجميع على حب السلام والدعوة إليه واتخاذه شعاراً ومنهاجاً للحياة.
تحية الإسلام
تحية الإسلام هي التحية التي جاء بها أبونا آدم عليه السلام، ومن ثم فإنه تحية ذريته من بعده.
فقد أخرج الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، قال: فزادوه ورحمة الله»، وهذه التحية هي التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه مع عمير لما دنا منه وقال: أنعموا صباحا وهي تحية أهل الجاهلية، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد أكرمنا الله عن تحيتك، فجعل تحيتنا تحية أهل الجنة وهي السلام. فقال عمير: إن عهدك بها لحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أبدلنا الله خيرا منها».
اقرأ أيضا:
بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًاجزاء كبير
إذن من التزم بتحية الإسلام نال عنها جزاءً كبيرًا، وقد روى البخاري في الأدب المفرد عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن السلام اسمٌ من أسماء الله تعالى، وضَعه الله في الأرض؛ فأفشوا السلامَ بينكم»، وما ذلك إلا لأنها تحية أهل الجنة.
قال الله تعالى: « جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ » (الرعد: 23، 24)، فكيف بها تكون كذلك ونرفضها نحن في الدنيا؟!، رغم أننا نحسد عليها.
فقد روى أحمد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «ما حسدتكم اليهود على شيءٍ ما حسدتكم على السلام والتأمين».