يسأل غالبية الناس الآن (ما الذي يمكن أن يمنع من إجابة الدعاء؟)، والإجابة المنطقية للرد على هذا السؤال هو أن يكون غير مكتوب عند الله، أن هذا الدعاء مجاب، أما ما دون ذلك فإن كل الدعاء مجاب بإذن الله، لكن هذا لا يمنع العبد من الإلحاح في الدعاء، لأنه لا يغير القدر إلا الدعاء.
الله سبحانه وتعالى وعد الداعي بالإجابة في قوله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (غافر:60)، وفي قوله أيضًا سبحانه وتعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ» (البقرة:186)، وهو ما أكدته السنة النبوية المطهرة، إذ يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء».
ضعف الدعاء
أما من أهم أسباب عدم إجابة الدعاء، فهو ضعف الدعاء، إذ أن عدم اليقين بالإجابة، أو والعياذ بالله، عدم الثقة في إجابة الدعاء، أو ضعف دعاؤهم بسبب الغفلة عند الدعاء، أو الدعاء بإثم، أو قطيعة رحم، أو للاستعجال في الدعاء، كما بين المصطفى في حديثه السابق، وكما في الحديث الشريف، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ، كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. وَقَالَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ. ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له».
اقرأ أيضا:
بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًااليقين في الإجابة
لكن في المقابل من أهم أسباب استجابة الدعاء، هو اليقين في الإجابة، تأكيدًا لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ».
ومن ثم فإنه إذا تحققت شروط الدعاء، وسلم العبد من موانع الإجابة، فلا يمكن أن تتخلف الإجابة إلا لمصلحة، بأن يدفع الله عنه البلاء، أو يدخر له في الآخرة.
في الحديث النبوي الشريف، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم: إذن نكثر، قال: الله أكثر».