لله عز وجل في أيامه شئون، وهو الذي يحدد أفضلها ومن منها يصام ومن منها يقام ليله، وهكذا، وبما أننا في الشهر الأول من العام الهجري، وهو شهر الله المحرم، وهو من الشهور الحرم، علينا أن نعرف جيدًا فضل هذه الأيام، وأهم ما يجب القيام فيها، وهو لاشك الصوم.
فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم»، وهذا الحديث صريح في أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرم، وقد يحتمل أن يراد أنه أفضل شهر تطوع بصيامه كاملًا بعد رمضان.
عاشوراء
المشهور عند أغلب الناس هو صيام يوم عاشوراء، وهو يوم له فضل عظيم، لكن الصيام في هذا الشهر لا يقف عند عاشوراء وفقط، وإنما أيضًا صيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر، فقد كانت من سنة رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، صيام هذه الأيام، لما للصيام من فضل وأجر عظيمين عند الله عز وجل، فالصيام عبادة من أجل وأعظم العبادات، وقربة من أعظم القربات، وهو دأب الصالحين وشعار المتقين، فمن صام هذه الأيام عدت له أنها في سبيل الله، وهو فضل لو تعملون عظيم.
روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
اقرأ أيضا:
بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًاالأشهر الحرم
والمحرم هو أحد الأشهر الحرم، ففي الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم خطب في حجته فقال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حُرُم، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان»، وهو أيضًا من الشهور المستحب فيها الصيام، ولو طوال الشهر.
فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل».
وفي ذلك يقول ابن عباس رضي الله عنهما: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان».