الإسلام هو الدين الحافظ من كل سوء أيًا ما كان، ولذلك على كل مسلم أن يعي ذلك جيدًا، وأن يسأل الله عز وجل دائمًا بأن يحفظه بالإسلام، فكذلك كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أخبره ابن مسعود رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يدعو : « اللهم احفظني بالإسلام قائما ، واحفظني بالإسلام قاعدا ، واحفظني بالإسلام راقدا ، ولا تشمت بي عدوا حاسدا ، واللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك ، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك »، فبالدعاء ترد الأقدار، والله سبحانه وتعالى قادر على ذلك، قال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ » (غافر: 60).
الحفظ الحقيقي
من أراد أن يحفظه الله فعليه باتباع سنن الإسلام، وأهمها لاشك القرآن الكريم، الذي يؤكد أن (اللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا)، فكيف بنا نعلم ذلك جيدًا، ولا نتمسك بأسس القرآن الكريم، ثم نستغرب أين هو حفظ الله؟، فطالما لم نسعى لمن يحفظنا كيف بنا نتصور أن الله سيحفظنا؟، فما لا شك فيه أن القرآن الكريم هو أعظم أسباب صلاح القلوب وشفائها من عللها وأمراضها.
قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ» (يونس: 57)، فالحفظ ليس فقط من الشرور، وإنما باتباع ما جاء على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، قال عز وجل: «وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» (الإسراء: 82).
اقرأ أيضا:
صفِ قلبك.. ترى بعين الرحمنحفظ النفس
لاشك أن حفظ النفس وصيانتها من مقاصد الشريعة الإسلامية، لكن حفظ النفس يأتي بمجاهدتها من أي ذنب مهما كان، وعدم اتباع الشيطان مهما كانت الظروف والإغراءات، وهذا الحفظ إنما يأتي عبر الحفاظ على الصلاة في وقتها مهما كانت الظروف ومهما حاصرتك المعاصي، وما ذلك إلا لأن الصلاة هي أهم وسيلة لعلاج المعصية ومن ثم حفظ النفس من الآثام والشرور، فما دمت تقيم الصلوات وتحافظ عليها فلا خوف عليك، لأن الصلاة سوفَ تنهاكَ عن فعل المنكر، وهذا كلام من؟ إنه كلام الله تعالى القائل: « اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ » (العنكبوت: 45).
.