إفشاء السلام والمبادرة إليه في لقاء الناس، يولّد المحبة، وقد جاء في الأثر " أفشوا السلام بينكم".
ومن جرّب إلقاء السلام كما قيل على من تعرف ولا تعرف، وجد له أثر سحري في النفوس، وجلب المودة والاحترام بين الناس.
حكم ومواعظ:
1-يقول الإمام الدرامي: لا يجب على العاقل إذا رزق السلوك في ميدان طاعة من الطاعات إذا رأى من قصرّ في سلوك قصده أن يعبس بوجهه في وجهه، بل يظهر البشر والبشاشة له فلعله في سابق علم الله أن يرجع إلى صحة الأوبة الى قصده مع ما يجب عليه من الحمد لله والشكر له على ما وفقه لخدمته وحرم غيره مثله.
2- ويقول: وعلى العاقل أن يلزم إفشاء السلام على العام لأن من سلم على عشرة كان له عتق رقبة والسلام يذهب الشحناء وما في الخلد من البغضاء ويقطع الهجران ويصافي الإخوان.
3- والبادئ بالسلام بين حسنتين إحداهما تفضيل الله عز وجل إياه على المسلم عليه بفضل درجه لتذكيره إياهم بالسلام، وبين رد الملائكة عليه عند غفلتهم عن الرد
اظهار أخبار متعلقة
آداب وفوائد:
1-عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم فإن الرجل المسلم إذا مرّ بالقوم فسلّم عليهم فردّوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم بالسلام فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب".
2- وقال أحد العبّاد: أجود الناس من أعطى مالا لا يريد جزاءه وإن أحسن الناس عفوا من عفا بعد قدرة وإن أفضل الناس من وصل من قطعه وإن أبخل الناس من بخل بالسلام.
3- وقال الصحابي عمار بن ياسر : ثلاث من جمعهن جمع الإيمان (الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم).
4- وقال أحد الحكماء: الواجب على المسلم إذا لقي أخاه المسلم أن يسلم عليه متبسما إليه فإن من فعل ذلك تحات عنهما خطاياهما كما تحات ورق الشجر في الشتاء إذا يبس وقد استحق المحبة من أعطاهم بشر وجهه.
5- وقد قيل : البشاشة إدام العلماء وسجية الحكماء لأن البشاشة في الوجه تطفيء نار المعاندة وتحرق هيجان المباغضة وفياه تحصين من الباغي ومنجاة من الساعي.
ومن بشّ للناس وجها لم يكن عندهم بدون الباذل لهم ما يملك
6- وذكر عروة بن الزبير قال أخبرت: أنه مكتوب في الحكمة يا بني ليكن وجهك بسطا ولتكن كلمتك طيبة تكن أحب إلى الناس من أن تعطيهم العطاء.