قال مركز الفتوى بإسلام ويب: النية وحدها فلا تؤثر في اليمين بعد تمام لفظه، بل لا بد أن تكون في أول اليمين، أو في أثنائه، قال الدسوقي في حاشيته: عمل بنيته إذا كانت تلك النية قبل تمام الحلف بأن كانت أولا أو في أثنائه، وأما إذا نوى ذلك بعد الحلف فلا بد من إخراجه بالأداة متصلا باليمين.
وجاء في حاشية العدوي: لو طرأت نية العزل بعد النطق باليمين فلا تكفي النية.
وأما التلفظ باللسان بهذه الكلمة: (كل مرة) أو غيرها من الألفاظ التي تفيد تكرر الحنث، فإنما يعتبر إذا اتصل باليمين، وأما بعد انقطاع الكلام فلا يعتبر، قال ابن رشد في البيان والتحصيل: ما زاده من الكلام بعد كمال يمينه لا يقع عليه اليمين، إلا أن يتصل باليمين، كما أن الاستثناء فيه لا يعمل بعد انقطاع الكلام.
وتابع مركز الفتوى قائلًا: ولذلك ننبه على أهمية الإعراض عن الوسوسة، والكف عن أسباب وجودها، وإلا فهي داء خطير، متى استحكم أفسد على المرء حياته.
وأما من يحنث بشكل دائم، فلا نعلم قائلًا أو دليلًا عن كونه ملعونًا، أو مستحقًّا لغضب الله تعالى، بل الحنث تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة؛ بحسب المحلوف عليه، وحال الحالف، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: إن حلف على فعل واجب، أو ترك حرام، فيمينه طاعة، والإقامة عليها واجبة، والحنث معصية، وتجب به الكفارة.
وإن حلف على ترك واجب، أو فعل حرام، فيمينه معصية، ويجب عليه أن يحنث، ويكفر عن يمينه عند الجمهور ..
وإن حلف على فعل نفل، فالإقامة على ذلك طاعة، والمخالفة مكروهة، وعليه كفارة بالحنث؛ لخبر: "إذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيرًا منها، فكفِّر عن يمينك، وأتِ الذي هو خير".
وإن حلف على ترك نفل؛ فاليمين مكروهة، والإقامة عليها مكروهة.
وإن حلف على مباح -كدخول دار، ولبس ثوب-، أو تركهما؛ فله أن يقيم على اليمين، وله أن يحنث.
اقرأ أيضا:
كل ما تريده عن طريقة الدفن الشرعي وكيفية إدخال جسد المتوفى إلى القبراقرأ أيضا:
ما حكم التصرف في مال الأم المصابة بالزهايمر؟