اعلم يقينًا أن هناك بعض الناس مهما فعلت لهم لن يحبوك ولن يرضوا عنك أبدًا، لذا استسلم أنهم وضعوك في قالب ولن يخرجوك منه مهما فعلت.. لن يغيروا صورتهم .. ولا مشاعرهم .. هذه هي الحقيقة (في ناس لو عملت إيه مش هيحبوك .. ولا هيرضوا عنك !).
وهذا الأمر أكده القرآن الكريم، في قوله تعالى: ( لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ).. فحين يخاطب الله تعالى خير الآنام محمد صلى الله عليه وسلم.. أفضل خلق الله بهذا الخطاب.. إذن هل تتصور أنك لن تتذوق من هذا الأمر؟.. بالتأكيد ستتذوق، لكن كيف تتعامل؟.. هذا هو المهم، لأن تصرفاتك وتقبلك لمثل هذه الأوضاع هي التي ستحدد مدى نجاحك أو ضعفك مستقبلاً.
التعلق السلبي
الحكمة الأهم من مثل هذه المواقف الصعبة، هي أن تتخلى عن التعلق السلبي .. لأجل أن يكون لديك مرونة في أن كل شئ وارد .. وحتى تستوعب أن الأسباب شيء والنتيجة شيء آخر تمامًا .. وحتى تدرك أن الثابت الوحيد هو الله عز وجل.. وكل شئ قابل للتغيير والزوال .. ركز وفقط فيما طلبه منك الله عز وجل.. لأنك لو تركيزك على الناس فقط ستتوه .. وستفقد ثقتك بنفسك وستجن من الضغوط ..
واعلم أن القلوب والمشاعر .. والبعد والقرب ..كل هذا متدبر بميقات .. وكل شيء لسبب ولحكمة بالغة صعب أن تدركها الآن.. لكنها تغير داخلك الكثير.. لذا استفد من التغيير .. و استسلم لله وتدابيره.
قال تعالى: (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚوَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).. فمن الوارد أن ترجع المودة .. لو هذا هو الخير لك ولهم !.. والله قدير .. والله غفور .. رحيم ..
التعلق بغير الله
عزيزي المسلم، احذر التعلق بغير الله، لأنه فيه كل المتاهة والحيرة وعدم اليقين، فقد ضاعت نفوسنا في لحظة وغاب الإيمان من قلوب كثير منا وتهنا في الغفلة وتحير الناس في برهة وظهر التلون والتناقض والاضطراب فينا بين ساعة وساعة، ومن ثم بات ما أحوجنا إلى الله وما أشد حاجتنا إلى تذكير القلوب وتعليق النفوس بالله.
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ »، ولم نتعلق بغير الله، والله هو الذي الذي بيده كل الطمأنينة والسكينة، فهو الذي قال أيضًا: « الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ » (الرعد: 28).
اقرأ أيضا:
غض البصر طريقك لصفاء الذهن وراحة القلب ورضا الرب .. تعرف على فوائده