مراعاة حق الغير خاصة في الأماكن العامة من الآداب التي راعاها الإسلام حث عليها أتباعه.
ومن الآداب التي راعاها الإسلام التأدب بالآداب العامة والاهتمام بالنظافة، والبعد عن البصاق حيث يتأذى منه الناس.
حكم البصاق:
لا مانع من البصق في الطريق، سواء كان الفاعل يعاني من مرض أو لا إلا إذا كان المرض معديا وتنتشر عدواه بالبصاق فيمنع حينئذ من البصاق في الطريق إلا إذا دفنه؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك.
آداب البصاق:
وقد رود في السنة آداب للبصاق منها أن يتجنب التفل في اتجاه القبلة وعن يمينه، فقد ورد في سنن أبي داود وغيره عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينيه.
وهناك رواية لابن خزيمة من حديث ابن عمر مرفوعا: يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه. قال الصنعاني في سبل السلام: ومثل البصاق إلى القبلة البصاق عن اليمين، فإنه منهي عنه مطلقا أيضا.
حال بعض الصالحين مع البصاق:
يروى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: ما بصقت عن يميني منذ أسلمت. وعن عمر بن عبد العزيز أنه نهى عنه أيضا. وفي مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج للشربيني: ويكره البصاق عن يمينه وأمامه وهو في غير الصلاة أيضا كما قاله المصنف؛ خلافا لما رجحه الأذرعي تبعًا للسبكي من أنه مباح, لكن محل كراهة ذلك أمامه إذا كان متوجها إلى القبلة كما بحثه بعضهم إكرامًا لها.
لا ضرر ولا ضرار:
كما ينبغي أن يعلم بصفة عامة أن كل ما يتأذى منه الغير لا يفعل احتراما له خاصة إن كان هذا يضره أو يؤذيه أو يخدش حياءه أو يجعله في ضيق.. لأن كل ما يسبب ضررا للغير فهو منهي عنه ففي الحديث: لا ضرر ولا ضرار..