أمر النبي صلى لله عليه وسلم بتسوية الصفوف في الصلاة بل وتوعد من يخالف ذلك عمدا فالثابت أن يتراص المسلمون في صفوفهم بحيث يكون القدم مع القدم، والمنكب مع المنكب، والتراص في الصف.
الأمر بتسوية الصفوف:
وقد ورد الأمر بتسوية الصفوف والحرص على هذا في عدة أحاديث منها ما جاء من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم)" متفق عليه، وما ورد في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقيموا صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري".
كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ترك فرجة في الصفوف ففي حديث أنس رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "راصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفس محمد بيده إني لأرى الشياطين تدخل من خلل الصف كأنها الحَذَف)" رواه أبو داود والنسائي. واللفظ للنسائي والحذف غنم صغار سود.
رسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتِمُّوا الصَّفَّ الْأَوَّلَ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَ نَقْصٌ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ، ولفظ أبي داود: أَتِمُّوا الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ. وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وروى أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ والحديث صححه الألباني.
التباعد في الصلاة بسبب كورونا:
وقد أفتى الفقهاء بجواز المباعدة بين الصفوف في صلاة الجماعة لسبب يقتضيه؛ لأن اتصال الصفوف ليس بواجب، بل الواجب تسوية الصفوف والتراص فيها، لكن التراص إذا كان يُخشى منه انتقال العدوى كما هو الحال حاليا فلا حرج في تركه، مع ملاحظة ولكن يلاحظ أن هذا فيما إذا لم يأت قرار من الجهات المختصة بترك صلاة الجماعة في المساجد وإغلاقها مؤقتًا حتى يرتفع الوباء، كما حصل في كثير من البلاد الإسلامية في هذه الجائحة -كورونا- [كوفيد19] فالواجب هنا الامتثال لهذا القرار حتى يرتفع المرض ويؤمر الناس بالعودة للحياة الطبيعية عملا بالمصلحة العامة.