عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن الذكر ينتج ثمرة حقيقية في الإنسان تعينه على كل مصاعب الطريق.. كل المشاكل النفسية التي يشتكي منها الناس في الحقيقة لو كان له وِرد من الأذكار واستمر عليه ردحا من الزمان ؛ فإن كل أمراضه النفسية تذهب.. لكن الذي يحدث أن الناس لا تلتفت إلى هذا الدواء الناجع ، هو دواء لا يوجد مثله في الكون ؛ خفيف ولا يحتاج إلى حمل ، دواء معك أينما كنت.
عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله، إنَّ أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلها، فأخبرني بما شِئت أتشبث به ولا تكثر علي فأنسى، وفي رواية: إن شرائع الإسلام قد كَثرت علي، وأنا قد كبرت، فأخبرني بشيء أتشبث به، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله تعالى».
العجب العجاب
المتأمل للقرآن والسنة النبوية سيجد لاشك العجب العجاب في فضل ذكر الله عز وجل، ومردوده على الإنسان في كل لحظة، ففي كل أحوالنا يأمرنا ربنا بالذكر كأنه المخرج من كل هم، ففي الجِهاد في سبيل الله وحال ملاقاة الأعداء، يأمر الله تعالى بالثبات وبالإكثار من ذكره.
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » (الأنفال: 45)، وبعد أداء الصلاة التي هي من أعظم العبادات، يوصي ربنا بذكره، « فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ » (النساء: 103)، وفي مناسك الحج يأتي الأمر بذكر الله: « فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا » (البقرة: 200) وبالجملة يوصينا ربنا سبحانه بالإكثار من ذكره، فيقول: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا » (الأحزاب: 41 - 42).
اظهار أخبار متعلقة
جبل حسنات
إذن من أراد الحصول على جبل من الحسنات فعليه بذكر الله عز وجل، ومن هذه الأذكار: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»، حيث وردت في فضلها أحاديث كثيرة، منها، قوله صلى الله عليه وسلم: «أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا يضرك بأيهن بدأت»، كما أخرج الإمام الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لتساقط من ذنوب العبد كما تساقَط ورق هذه الشجرة».