أخبار

"هند بنت عتبة" صاحبة أغرب قصة طلاق قبل الإسلام.. كيف تزوجها أبو سفيان؟

قصة مقام إبراهيم.. لماذا نتخذها مصلى عند الكعبة؟

في ثالث أيام التشريق.. حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات الثلاث.. ومنى تودع ضيوفها

احذر هذا الأمر.. ينسف حسناتك وتصبح هباءً ولو كانت كالجبال

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

ثلاث اختبارات قاسية نجح فيها الذبيح إسماعيل

فاق فرعون.. ماذا فعل النمروذ عند مولد "خليل الرحمن"؟

رسالة إلى من يدعون الفقر حتى "يخذوا العين".. احذروا قلة البركة

بشرى لأمة محمد: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا بغير حساب"

يريد الله لك الجنة وتأبى ألا تدخل النار.. كيف يحب الله عبده أكثر مما يحب العبد نفسه؟

ليس كتابًا في الفيزياء أو الكيمياء.. هكذا نظلم القرآن ونضعه في ميزان هؤلاء

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 08 سبتمبر 2021 - 02:00 م


دائما ما يحذر الأزهر، من تأويل القرآن بما لا يجوز من حيث التأول عليه، وتحميله ما لا ينبغي من تفاسير قد تكون عبئا ثقيلا عليه، مثل الأخذ من أرقام القرآن الكريم لربطها ببعض الظواهر العلمية الحديثة، أو الزلازل والبراكين والحوادث المختلفة، من أوبئة وأمراض وغيرها، مثل ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، من تفسير آيات سورة المدثر، حيث ربطت هذه التفسيرات، آيات السورة الكريمة، بما يشهده العالم الآن، من جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).

فتحميل آيات القرآن الكريم ما لا تحتمله من دلالات فاسدة، وتفسيرات مغلوطة، لا مستند لها من علم أو لغة، أمر محرم شرعا، لما فيه من التقول والافتراء على الله سبحانه.

وقد حذر الحق سبحانه، من القول عليه بغير علم، وسماه كذبا، وجعله من أعظم الفواحش، فقال: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]، وقال سبحانه أيضا: {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [يونس:69].

ويقول الأزهر الشريف إن تفسير القرآن الكريم، علم ينبغي ألا ينزل ميدانه، أو يخوض غماره إلا عالم متضلع من علوم الشريعة وآدابها، متمكن من آلاتها وأدواتها، ومضطلع بسنن أهل العلم في تفسير القرآن العظيم، لما له من مكانة علية، وحرمة جلية، فأهله هم المعينين لمراد الله من كلامه، المبينين لحلاله وحرامه.

فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يفسر أحد القرآن بآرائه المجردة، دون استناد إلى دليل شرعي معتبر، أو احتكام إلى وجه لغوي معتمد،فقال النبي :"من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم، فليتبوأ مقعده من النار" [أخرجه الترمذي وحسنه].

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام" [تفسير ابن كثير].

اقرأ أيضا:

رسالة إلى من يدعون الفقر حتى "يخذوا العين".. احذروا قلة البركة


الإعجاز العلمي في القرآن


في العصر الحديث ظهر نوع جديد أطلق عليه الإعجاز العلمي في القرآن ويقصد به ما تضمنه القرآن من إشارات ودلالات على حقائق علمية كانت مجهولة للناس في وقت نزل القرآن، وتعتبر سابقة لغيرها، ولا يتصور أن تصدر من رسول أمي في بيئة أمية، وفي عالم لا يعرف عن هذه الحقائق شيئاً، واشتهر في هذا الميدان كل من الشيخ عبد المجيد الزنداني والدكتور زغلول راغب محمد النجار وغيرهم.

ومع ذلك يقول العلماء إن القرآن ليس كتاب علوم، فلا هو كتاب في الفلك أو الفيزياء أو الكيمياء أو علم الحياة ولكنه مع ذلك يحوي إشارات في كل تلك العلوم وموضع هذه الإشارات في كتاب الله هو تعريف الناس بقدرة ربهم التي لا تحد وبآيات قدرته في هذا الكون، ليعرفوا أنه لا إله غيره، ولا مدبر غيره.

وقد عبر الله سبحانه وتعالى عن الإعجاز العلمي في كافة العلوم بشكل عام دون الدخول في التفاصيل قد تخضع للتأول الخاطئ من قبل البشر، فقال عز وجل: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ” (فصلت، آية : 53). ـ وقال تعالى:” وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” (النمل، آية : 93).

 وقال تعالى:” وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ” (ص، آية : 88).

 فأما الذين آمنوا فقد أخذوا هذه الإشارات بالتسليم وإن كانوا لا يعرفون كل شيء عنها، مادامت من عند ربهم الذين آمنوا به وصدقوه. ـ قال تعالى:” فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ” (البقرة، آية: 26). ـ وقال تعالى:” يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا” (آل عمران، آية : 7).

 ولكن في العصر الحديث اتسعت دائرة العلوم وانكشف فيه كثير من أسرار الكون، تبينت للناس حقائق كثيرة تتعلق بالإشارات القرآنية لم تكن معلومة من قبل، فازداد الناس تعلقاً بتلك الإشارات وقامت بشأنها أبحاث متخصصة يقوم بها علماء مسلمون في شتى فروع المعرفة، وقامت دعوة تهدف إلى الإكثار من هذه الأبحاث، من أجل إقناع غير المسلمين بالإسلام عن طريق إثبات صدق القرآن، وأنه وحي منزل من عند الله.

ومع ذلك يقوم البعض بتحميل القرآن ما لا ينبغي عن طريق تأويل الأرقام والإشارات في القرآن بظواهر علمية تخضع للتأويل وتخضع للصحة أو الخطأ، ومن ثم ربط القرآن بهذه الإشارات هو ظلم للقرآن وتحميله ما لا ينبغي.

وفي هذا الاتجاه محاذير، فبعض الناس تدفعهم الحماسة فيتلقفون كل نظرية علمية يظنون فيها تأييداً أو إثباتاً لإشارة من الإشارات الواردة في القرآن، فيسارعون إلى تبنيها، ويفسرون الآيات القرآنية على هداها، وليس كل ما يقال في الساحة العلمية حقائق، فبعضها لا يزيد على فروض علمية، وبعضها مازال في طور النظرية لم يصل إلى حد أن يصبح حقيقة علمية موثوقاً بها، فإذا ربطنا تفسيرنا للآيات القرآنية ببعض هذه الفروض أو النظريات، ثم تبين بعد حين من الوقت أنها لم تكن صحيحة، فإننا نقع من حيث لا ندري في الغلطة التي وقعت فيها الكنيسة في العصور الوسطى، إذ تبنت أفكاراً علمية كانت سائدة يومئذ ففسرت بها ما جاء في التوراة والإنجيل من إشارات كونية.

 فلما تقدم العلم وتبين خطأ هذه النظريات كفر الناس بالتوراة والإنجيل وكذبوا كل ما كان فيهما مما بقي على أصله المنزل، ومما حرف، ومما أسيء تأويله، فجعلوها كلها أكاذيب.

والقرآن غني بدلائل الإعجاز فيه، ولا يحتاج أن نلتمس له أسانيد من النظريات العلمية المتداولة اليوم، التي قد يظهر بطلانها غداً ولكن لا بأس أن نأخذ الحقائق العلمية التي ثبتت صحتها، والتي نجدها متوافقة مع ما جاء في القرآن، أو مفسرة له فنعتمدها، ونتخذها دليلاً يضاف إلى الأدلة القائمة من قبل على أن هذا القرآن وحي رباني، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، على ألا نتعسف في ربط تفسير الآيات بكل شاردة وواردة بما يسمى علماً، كما حاول بعضهم أن يفسر قوله تعالى :” وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا” (نوح، آية : 14). بما يتفق مع نظرية التطور بينما أصحاب النظرية ذاتهم يتشككون اليوم في صدقها، وينحون في تفسير الحياة على الأرض منحى غير منحى دارون.

فقد ميز الله عز وجل القرآن الكريم الذي يحمل كلمته الأخيرة للبشرية كافة بخصائص لا توجد في غيره، فقد كانت الرسالات السابقة محدودة بأقوام معينين ومحدودة بزمن معين ينتهي بإرسال رسول جديد، بينما هذه الرسالة للبشر كافة، وللزمن كله من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فكانت الكتب المنزلة السابقة تحوي احتياجات الأقوام الذين تنزل عليهم في الزمن المحدد في علم الله، أما القرآن، فقد أنزل الله فيه ما تحتاج إليه البشرية كلها، وفي الزمن القادم كله، فلا عجب أن يختلف عن الكتب السابقة في مبناه وفي محتوياته، وإن كان مصدقاً لما فيها، ولكن مهيمناً عليها، قال تعالى:” وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ” (المائدة، آية : 48).



الكلمات المفتاحية

الإعجاز العلمي في القرآن تفسير القرآن الأزهر دلائل الإعجاز في القرآن

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled دائما ما يحذر الأزهر، من تأويل القرآن بما لا يجوز من حيث التأول عليه، وتحميله ما لا ينبغي من تفاسير قد تكون عبئا ثقيلا عليه، مثل الأخذ من أرقام القرآن