أخبار

"هند بنت عتبة" صاحبة أغرب قصة طلاق قبل الإسلام.. كيف تزوجها أبو سفيان؟

قصة مقام إبراهيم.. لماذا نتخذها مصلى عند الكعبة؟

في ثالث أيام التشريق.. حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات الثلاث.. ومنى تودع ضيوفها

احذر هذا الأمر.. ينسف حسناتك وتصبح هباءً ولو كانت كالجبال

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

ثلاث اختبارات قاسية نجح فيها الذبيح إسماعيل

فاق فرعون.. ماذا فعل النمروذ عند مولد "خليل الرحمن"؟

رسالة إلى من يدعون الفقر حتى "يخذوا العين".. احذروا قلة البركة

بشرى لأمة محمد: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفًا بغير حساب"

يريد الله لك الجنة وتأبى ألا تدخل النار.. كيف يحب الله عبده أكثر مما يحب العبد نفسه؟

7فضائل ذهبية لقيمة الإنصاف .. ابتعد عن هذه العلل الأربع كي تتحلي بها .. "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَاقربي"

بقلم | علي الكومي | الجمعة 17 سبتمبر 2021 - 08:20 م

 الإنصاف خلق إسلامي عظيم ، يدل على عدل من تخلق به، ويدخل في كل مجالات الحياة. فهو  جزء من العدل، وهو قيمة مطلقة لا يجري عليها أي استثناء، ويقابله الظلم وهو مذموم مطلقا، ولا يباح شيء منه أبدا، وكل أمر بالعدل فهو يتناول الإنصاف، وكل نهي عن الظلم فيدخل فيه عدم الإنصاف،

الأدلة علي عظمة هذا الخلق الإسلامي متنوعةوعديدة وظهرت بقوة في قوله تعالي "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ" "النحل: 90"  ووهو ما تكرر في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ "النساء: 135"،  كما يتعلق الأمر بالأقوال "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَاقربي  " "الأنعام: 152" كما يتناول الأحكام "وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ" النساء: 58".

ما هو الإنصاف؟

الشيخ الدكتور بندر بن عبد العزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، تطرق إلي قيمة الإنصاف في الإسلام حيث أوضح إن مَن أرادَ أن يتحلَّى بخُلُق الإنصافِ فلْيبحثْ في نفسه عن عِلَّتَي الحسدِ والغلُوِّ في حب الذات، فإن وجد لهما أثرًا راضَ نفسَه وقَهَرَها حتى ترجِع إلى فِطرتها .

الدكتور بلية قال  خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، أن خيرُ ما يُنفى به الحسد: أن يعلمَ المرءُ أن حكمةَ الله تعالى اقتضتْ جَعْلَ هذا الفضلِ في هذا الإنسان، فلا يَعترضُ ولا يَكرهُ ما اقتضتهُ الحكمةُ الإلهيةُ لئلا يَقعَ في المأثم وأما الغُلُو في حُب الذات فدواؤهُ التهذيبُ لتكونَ عاطفةً معتدلة، تجلِبُ له الخير، وتأبى له أن ينالَ غيرَه بمكروه، قال ابنُ حزمٍ رحمه الله: «مَن أرادَ الإنصافَ فلْيتوهَّمْ نفسَه مكانَ خَصْمه، فإنه يلُوحُ له وجهُ تعسُّفِه».

وكذلك تطرق بلية إلي  أن قِلَّةَ الإنصافِ تُبعِد ما بين الأقاربِ والخِلان، وكم من خلافٍ نشأ بين أَخَوينِ أو صاحبَين، بسبب جُحُود أحدِهِما بعضَ ما يَتحَلَّى به الآخرُ من فضل، أو رَدِّهِ عليه رأيًا أو رواية، وهو يعلم صوابَه فيما رأى، وصِدقَه فيما روى، منوهًا بأن الأُممَ التي تَنشُدُ الرُّقِيَّ والتقدُّمَ تحتاجُ أرواحُ بَنِيها إلى زادٍ هنيء طيبٍ من الأخلاقِ المجيدة، والشمائلِ الحميدة.

ومضي خطيب المسجد الحرام للقول : كما تحتاج أجسامُهُم إلى الغذاء الجيِّدِ من الطعام؛ لتَقوى به على طلب المَعَايش، والإنصافُ غِذاءٌ لا غِنى عنه، فمَن أرادَ أن يتحلَّى بخُلُق الإنصافِ فلْيبحثْ في نفسه عن عِلَّتَي الحسدِ والغلُوِّ في حب الذات، فإن وجد لهما أثرًا راضَ نفسَه وقَهَرَها حتى ترجِع إلى فِطرتها

مراتب الإنصاف

 ولفت إلي أن للإنصافِ مراتبَ عِدة، فأولُها وأَوْلاها: الإنصافُ مع الله جل جلاله، بعبادتِهِ وحدَه لاشريك له، فالشركُ به سبحانه يُضادُّ الإنصاف، وهو أقبحُ الظلمِ وأسوأهُ،  وسأل ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنهُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-  فقال: «أيُّ الذنبِ أعظم؟ قال: أن تجعلَ لله نِدًا وهو خلقك» أخرجه البخاري ومسلم, وكذا عدمُ منازعتِهِ سبحانه في أسمائه وصفاته، وشُكرُهُ سبحانه على نِعمِه ومِننه، بفعلِ المأمورات، واجتناب المنهيات.

أما ثانيها فيتعلق  بالإنصافُ مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، بالقيامِ بحقوقه كافة، إيمانًا به، ومحبةً له وإجلالا، وطاعةً وتوقيرا، وتقديمًا لأمرِه وقولِه، على أمرِ غيرِه وقولِه، وثالثُ المراتب: إنصافُ المرءِ نفسَه من نفسِه، وتلك مرتبةٌ سامية، فمن لا يستطيع إنصافَ نفسه لا يستطيعُ إنصافَ غيره؛ إذْ فاقدُ الشيءِ لا يُعطيه!.

,ولم يفت خطيب المسجد الحرام الإشارة إلي  أنه المرءُ يُنصفُ نفسَه بألا يدعيَ لها ما ليس لها، ولا يُدنِّسُها بارتكاب الرذائل والمعاصي، وأن يرفعَهَا بطاعةِ الله عزوجل، وحبِّهِ وخوفهِ ورجائِه، والتوكل عليه، والإنابة إليه، وإيثار مرضاتِه على مرضاة خلقه، لافتًا إلى أن رابعُ مراتبِ الإنصاف: إنصافُ الناس، بأن يُنصِفَ المسلمُ غيرَه من نفسه، بالتجرُّدِ في الحُكمِ عليه، والبحثِ عن قصدهِ في الكلام الذي يسمعُهُ منه أو يَبْلُغُه عنه، مع التبيُّنِ والتثبُّتِ قبل الحكم

 وشدد علي أن الإنصاف يأتي في طَلِيعةِ الأخلاقِ الكريمة، والخِلالِ العظيمة: خَلَّةٌ حميدة، وخُلُق جليل، يُورِثُ النُّبْل والخير، ويُصيبُ صاحبُه مِن ورائه الصواب إنه: الإنصاف، منوهًا بأن الإنصافُ يعني العدل، ووضعَ الشيءِ في موضعه، وإعطاءَ المرءِ غيرَه من الحق مثلَ الذي يُحبُّ أن يأخذه منه ولقد أتت النصوصُ الشرعيةُ حاضَّة عليه، آمرةً به.

هكذا  يستطيع  المرء انصاف  النبي

ودلل علي رفعة مكانة الإنصاف  بما قال عمارُ بنُ ياسر رضي الله عنه: «ثلاثٌ من جَمَعهن فقد جَمَع الإيمان: الإنصافُ من نفسك، وبذلُ السلام للعالَم، والإنفاقُ من الإقتار» -أخرجه البخاري تعليقًا-، وقال أبو الزِّناد رحمه الله: «إن العبدَ إذا اتَّصَفَ بالإنصاف لم يترك لمولاهُ حقًا إلا أدَّاه، ولم يترك شيئًا مما نهاه عنه إلا اجتنَبَه، وذلك يجمعُ أركانَ الإيمان»، وقال الإمامُ أحمدُ رحمه الله: «ما أحْسنَ الإنصافَ في كل شيء» وإنه بُرهان على سُمُوِّ النفس، والتجرُّدِ من الأثَرة والهوى، وعاقبتُه عُلُوُّ الهِمة، وبَراءةُ الذِمَّة، وهو سبب في شُيُوع المحبة بين الناس، وعاملٌ مُهم في هَنائهم وسعادتهم.

وفي سياق متصل  أشار بلية إن الأُممَ التي تَنشُدُ الرُّقِيَّ والتقدُّمَ تحتاجُ أرواحُ بَنِيها إلى زادٍ هنيء طيبٍ من الأخلاقِ المجيدة، والشمائلِ الحميدة، كما تحتاج أجسامُهُم إلى الغذاء الجيِّدِ من الطعام؛ لتَقوى به على طلب المَعَايش، والإنصافُ غِذاءٌ لا غِنى عنه..


الكلمات المفتاحية

الإنصاف قيمة الانصاف الانصاف في الاسلام كيف تكون منصفا ؟ خطيب المسجد الحرام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أن خيرُ ما يُنفى به الحسد: أن يعلمَ المرءُ أن حكمةَ الله تعالى اقتضتْ جَعْلَ هذا الفضلِ في هذا الإنسان، فلا يَعترضُ ولا يَكرهُ ما اقتضتهُ الحكمةُ الإل