مرحبًا بك يا عزيزتي..
لاشك أن لكل واقعة خصوصيتها، ولكنني أقدر مشاعرك كأم، وانسان، تفاعلت وتعاطفت مع هذا الحادث الصادم، والمؤلم.
وجود المشادات، والخلافات، في حده الطبيعي لا شيء فيه، ما دام الأصل هو التحاور، والاحترام، والحب غير المشروط للأبناء.
انحراف العلاقة الوالدية عن هذه المسارات الصحية وتحولها إلى علاقة مرضية، متسلطة، أو ربما فيها اساءات جسدية أو نفسية هو ما يشوه شخصية الأبناء، ويخلق صراعاتهم النفسية، ويؤثر على بناءهم النفسي، فيصابون بالاضطرابات كالاكتئاب، وعندها يمكن الانتحار بالفعل بكل سهولة.
غالبًا ما يكون الانتحار بسبب الاصابة بالاكتئاب كمرض وليس مجرد شعور بالحزن، فالإكتئاب وحش كاسر يسميه الأطباء "سرطان النفس"، وهو مصنف كمرض لكنه في الوقت نفسه عرض لتدهور الحالة النفسية ووصولها إلى "القاع".
هناك مقولة لعالم النفس الشهير فرويد يقول فيها :" الاكتئاب ليس علامة ضعف، بل هو إشارة إلى محاولتك أن تكون قويًا لفترة طويلة جدًا"، وهكذا بسبب التعرض الدائم والمستمر للضغوط الحياتية سواء كانت مهنية، أو أسرية، أو عاطفية، أو اقتصادية، أو بسبب مرض مزمن وتلقي علاج صعب مثلًا، ينهك الشخص نفسيًا وقد لا يبقى صامدًا فيسقط صريع الإكتئاب، ومريض الاكتئاب يشعر بالعدمية وعدم الاستحقاق للحياة لذا لا يكون الانتحار بالنسبة إليه صعبًا، فمريض الاكتئاب تكون نفسه هينة عليه والحياة بأسرها هينة وبلا أي قيمة.
هذه حقيقة لا يفهمها أكثر الناس، لذا ينهدشون من الإنتحار، والمنتحر، لا لشيء سوى أن المنتحر وقت انتحاره ليس هو نفسه قبل إصابته بالاكتئاب.
أما الفيديو، فعلميًا، من يشهد صدمة شخص يصاب مثله بالصدمة!
هذه حقيقة علمية مؤكدة، لذا فلا ينبغي عرض الحدث الصادم، ولا الفيديو الخاص به، ولا مشاهدته، كل هذا يعرض الشخص للإصابة بالصدمة، وربما يصاب جراء هذا بمشكلات واضطرابات نفسية، أقلها الكوابيس، والفزع.
احتضني أبنائك يا عزيزتي، وتلمسي طرق التربية السليمة، واحرصي على علاقة والدية صحية ، ولا تخشي شيئًا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.