حين تخرج من تجربة مؤلمة تعتقد أن القادم بعدها هو العوض .. لكن هذا ليس شرطًا !.. هناك أناس سيظهرون فقط في حياتك على أن يكون دورهم أنك تختبر نفسك هل تعلمت من الدرس الذي فات أم لا؟!.. ومن ثم فإنه لن يأتيك أي عوض إلا حينما تخرج من دائرة أنك منتظر هذا العوض وكأنك ترسم له مواصفات وأبعاد ونتائج وتحسب الوقت وتنتظره !!.
لذا عليك أن تعلم جيدًا أن العوض إنما هو حالة ستعيش فيها بعد أن يضطرك كثرة الوجع والفقد ، أنك تتعرف على الله عز وجل .. فتشعر مع الوقت وأنت في هذه الرحلة أنه يعوضك بلطفه، وتدابيره ، ورحمته .. فتتحرر به .. ومن ثم إياك أن تنتظر شيء بعينه، معلق عليها كل أحاسيسك التي حُرمت منها .. فتصبح تحت رحمة حلم تنتظر أن يجسده بشر ، لكن لن يحدث!.
الوجع والفقد
نعم ستعيش فترة من الوجع والفقد والألم، وستكون بحاجة إلى من يريح قلبك، وسنتنظر وتتعجل كل شيء حتى تخرج مما أنت فيه، لكن لن يهدأ لك بال ولن ترتاح سوى بهذا الطريق.. طريق العوض.. رغم أنه في كل عوض تتصور أنه ليس بالذي تريده، وأن هناك أمورًا أخرى تتمناها لم تحدث، وكأنك تعود للخذلان مجدًا، لذلك يقول المولى عز وجل: (لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا ).. إذن من المهم جدًا أن نتعلم الدرس وإلا سيظل يتكرر حتى تتعلم في النهاية.. نتعلم أن دخولك على البشر أو دعمهم أو سندهم لابد أن يكون بابه ( الله ) وفقط.. ولا تنتظر أي عوض، أو معاملة مختلفة، لأن صاحب العوض هو الله وليس أي شخص مهما كان.
اقرأ أيضا:
8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسناتتسخير من الله
أوتدري إن جعلت الله هو بابك في كل مساعداتك للناس، تستشعر أن وجودهم أو عدمه ، قربهم أو بعدهم .. تسخير من الله و صورة من صور حكمته يجسدها لك على هيئة بشر يوصلوا لك رسالة أو شعور أو حالة أو درس .. وكل واحد فيهم حين ينتهي دوره سيرحل .. لكن الله عز وحل دائمًا أبدًا موجود وهو مصدر كل عوض .. ويعوضك من كل الذي ينقصك مهما كان على طريقته وليس على طريقتك أنت !
عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن هذه الحالة كلها هي العوض .. مجرد أنك فتحت قلبك لهذه المعاني وللصلة المفتوحة بينك وبين الله سبحانه وتعالى .. فهذا هو العوض الحقيقي.. وكلها صور من صور لطفه لكن عليك أن تمنح نفسك فرصة لترى، قال تعالى يوضح ذلك: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}.