لم يدع الله تعالى شيئا من القول إلا وقد فسره لعباده وأنزل بذلك كتابه العزيز فقال فيه تبارك وتعالى :" ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون".
وقد أعلمنا إلهنا ومولانا أن " وكل إنسان ألزمناه طائر"، وأن كل إنسان لا بد له من السؤال ولا بد له من حساب ولا بد من ثواب أو عذاب.
وقد أمرنا مولانا عز وجل بالعمل الصالح ووعدنا عليه بالجنة ونهانا عن المعاصي وتوعدنا عليها بالنار وما قدمتم من خير وشر قد أثبت عليكم في كتاب مكتوب بالحسنات والذنوب.
حساب عجيب في القبر:
روي عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال : " ما من عبد ولا أمة يدفن إلا دخل عليه ملك في قبره معه دواة وقرطاس فيأخذ الملك برأس الميت ويقعده ويرفع إليه ذلك القرطاس ويناوله قلما ويقول له اكتب جميع ما عملت في عمرك الذي وجبت عليك فيه الحدود من خير وشر فيأخذ الميت القلم فيكتب وإن لم يكن في الدنيا كاتبا فإن كان العبد من أهل السعادة فأول ما يجري القلم بيده بإذن الله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم لأن بسم الله الرحمن الرحيم لا تكون في كتاب الشقاوة وإنما تكون في كتاب أهل الإيمان والسنة والأمان والغفران لأن بسم الله الرحمن الرحيم هي آية الإيمان وهي إخبار عن رحمة الله ولطفه جل جلاله".
فيا أهل السنة من هذه الأمة فإذا ثبت العبد في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم فقد أمن في قبره من العذاب والضيقة.
اقرأ أيضا:
كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟البسملة وبركتها:
وإذا لم يثبت في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم فقد حلّ به العذاب في قبره فإذا كتب العبد ما عمل من خير وشر شقيا كان أو سعيدا يطوي الملك الكتاب ويعلقه في عنقه فإذا خرج العبد من قبره يوم القيامة جاءه ذلك الملك فأخذ الكتاب وناوله إياه وقال يا ولي الله أو يا عدو الله أتعرف هذا فيقول نعم أنا كتبته وأنا عملته فيقول له فاقرأه فيستقبله منه ما سبق له من سعادة أو شقاوة.
فيا معشر المؤمنين لا تضيعوا أيامكم بالقبائح ولا تهملوا أعماركم في الذنوب والفضائح فإن جميع أعمالكم قد حصيت عليكم في الصحائف والصحائح وستقرؤوها بين يدي مولاكم وتشهد عليكم الجوارح.