من أكثر الأخطاء التي يقع فيها الشباب والآباء في تربيتهم لأبنائهم، واختيار الطريق الذي يسلكونه في حياتهم التعليمية والعملية، هي أن ينصب اتجاه المرء على فكرة واحدة في تعليمه وعمله سواء كان مناسبا لها أم لا، فقد يتفوق الطالب في مرحلة الثانوية العامة على سبيل المثال، ولكن يقع أبويه في خطأ عظيم حينما يجول بخاطرهم أن أفضل ما ينفع له هو الالتحاق بكلية الطب أو إحدى كليات القمة، ظنا في ذلك بأنه سبيل التفوق، دون النظر لمؤهلات ابنهم هل يصلح لهذه الكلية أم لا.
فقد يكون الشاب متفوقا في الرياضة أو الموسيقى أو الرسم، أو الهندسة، ويجبره أبواه على الدخول في كلية الشرطة.
فالقمة ليست في الالتحاق بكلية معينة أو عمل ما، ولكن الإنسان في المجال الذي يحبه هو من يصنع قمته فيها.
فالتخطيط عبارة عن عملية تحديد المسار العلمي والمهني، وسبل النجاح والتفوق في المجالات التي يحبها المرء، ويجد نفسه فيها، ومن المهم أن يتناسب التخطيط الوظيفي مع شخصية واهتمامات وأهداف الفرد لكي يكون لديه خيارات وظيفية مختلفة، وأيضًا من الضروري إجراء تقييم ذاتي لاختبار مدى ملاءمة هذه الخيارات له لإيجاد المسار الوظيفي الصحيح. [
وبدون شك قد يشجع التخطيط العلمي والوظيفي لاكتساب الكثير من المعلومات والكفاءات مما يساعد في اتخاذ القرارات المناسبة ومرحلة التخطيط هذه من المراحل الحاسمة لأنها تساعد الفرد على تحقيق التوازن بين العمل والحياة.
فاختيار مهنة من أهم القرارات التي يمكن لأي شخص أن يتخذها في حياته، فاختيار المهنة أكثر من مجرد كسب لقمة العيش وهناك بعض الأشخاص الذين يكونون محظوظين بالفعل لأنهم عرفوا ما يريدون القيام به في حياتهم مما نتج عنهم شعورهم بالرضا الوظيفي، لذا من الضروري اتخاذ قرار مدروس جيدًا قبل اختيار المهنة المناسبة.
كيف أختار مهنتي؟
قد يتساءل الكثير من الأفراد كيف اختار مهنتي، واختيار المهنة يعتبر من أكثر الجوانب ذات مغزى في الحياة ، ويمكن القول إن اختيار نوع العمل من أهم القرارات التي يمكن اتخاذها ولكي تبدأ في اختيار مهنة يجب اتباع الخطوات التالية:
من الضروري القيام بإجراء تقييم ذاتي.
كما إنه يجب على الفرد تحديد ما يجب أن يكون لديه بالتحديد.
أيضًا يجب أن يقوم بعمل قائمة بالوظائف لاستكشافها.
الاستمرار في النمو والتعلم والبحث وتطوير الإمكانات الذاتية.
فعند التفكير في المهنة المستقبلية واختيارها يجب أن نفكر في العوامل المؤثرة بها، وهناك عدة عوامل قد تؤثر على اختيار الشخص الوظيفي ويجب أخذها في عين الاعتبار لكي تعثر على المهنة المثالية حيث أن هذه العوامل لها تأثير على مستويات مختلفة ومن أهمها:
أدوار الحياة المختلفة: من المعروف أن كل شخص قد يلعب أدوارًا مختلفة في حياته، لذا قد يفكر كثيرًا الشخص في هذه الأدوار ويبدأ أن يقرر ما هو الدور الأكثر أهمية بالنسبة له، وهذا القرار قد يؤثر بدون شك على اختيار مهنة الفرد.
الشخصية والاهتمامات: الجميع قد يكونوا مختلفين، لديهم أذواق وتفضيلات ومذاقات مختلفة، وقد يعتمد اختيار المهنة على شخصية واهتمامات الشخص نفسها حيث أن الشخصية تساهم في طموحات وقدرات هذا الشخص في العمل.
خبرة العمل السابق: قد يؤثر وجود قدوة إيجابية في مهنة معينة أو تجربة عمل إيجابية في اختيار المهنة لدى الشخص في المستقبل، ويجعله يركز على العمل بطريقة أكثر نجاحًا ويصبح لديه احترامًا للذات.
خلفية ثقافية: في سياق ذلك يمكن أن تؤثر الخلفية الثقافية للشخص على اختيار المهنة أيضًا، فدائمًا ما تتشكل توقعات الشخص وقيمه الحياتية وفقًا للقضايا الثقافية، لذا نجد أن هناك روابط مع أجزاء مختلفة من حياتنا، وهذا في الواقع يساعد كثيرًا في فهم التوقعات بشكل أفضل واتخاذ القرار المهني الصحيح.
الظروف الاقتصادية والاجتماعية للحياة: تأتي المعايير والاختيارات المهنية دومًا مرتبطة بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، وقد يكون هذا طبيعي ًا للغاية حيث قد تمنحنا المواقف التي تحدث في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية خيارًا محددًا ولها تأثير واضح على الشخص.
الجانب المالي: بالنسبة للكثيرين نجد أن المال هو العامل الأكثر أهمية الذي يؤثر في اختيار المهنة، وهذا طبيعي حيث أن لكل شخص احتياجات وأساليب حياة مختلفة، لذا يفكر مليًا قبل اختيار المهنة لكي يتخذ قرار معقول يناسب احتياجاته.
اظهار أخبار متعلقة
كيف تصنع قمتك؟
تعرف على نفسك: من الضروري أن يتعرف الفرد على نفسه والأشياء التي يحبها حقًا، ويجمع معلومات حول اهتماماته وقيمه المهنية، وأن يفكر في المهارات والقدرات التي يمكنه أن يحصل عليها بشكل طبيعي وتلك التي يريد تطويرها.
تعرف على مجالك: سوف يرغب الفرد في التحقق من المسارات الوظيفية المتاحة له وهذه واحدة من أكثر نقاط البداية نجاحًا، حيث أنه قبل البدء من الضروري تحديد مستوى التعليم الذي تريد الحصول عليه قبل بدء الوظيفة.
اتخاذ قرار مهني أولي: بعد أن أصبح الشخص لديه فكرة عن هويته من الجيد أن يقوم باتخاذ قرار مهني أولي ووضع خطة عمل، وهناك عدة طرق لذلك حيث يمكنك مشاركة بعض الأشخاص من العائلة أو الأصدقاء والتحدث إليهم أو اختيار الفرد مرشد يساعده في اتخاذ القرارات المهنية.
انطلق وحقق هدفك الوظيفي: في هذه الخطوة يخرج الشخص ويحقق هدفه المهني ويتخذ خطوات ملموسة لكي يعمل على تحقيق أهدافه التعليمية والوظيفية، ومع هذه الخطوة ستتغير ظروف حياته وخبراته في العمل على مدار حياته المهنية كلها.
لا تقع في هذه الأخطاء:
اتباع خطى شخص آخر، حيث قد تطارد الكثير من توقعات الآباء والأمهات أبنائهم وهذا يكون صعبًا على الأبناء كثيرًا، لذا يجب على الفرد تجاهل الضغط الذي قد يشعر به لإرضاء والده وأمه.
لا تقوم بأداء واجبك ولا تختر مهنة دون أن تأخذ الوقت الكافي للتعرف عليها، لذا يجب عليك التأكد من جمع المعلومات عن أي وظيفة تختارها من حيث أرباحها ومتطلباتها والتوقعات الوظيفية منها.
قبول الوظيفة من أجل المال قد يكون خطأ كبير، فعلى الرغم من أن إحضار راتب إلى المنزل أمر مهم، إلا أنه يجب أن يصاحبه رضا وظيفي لكي تستمتع بثمار العمل الذي تقوم به.
يجب ألا يتجاهل الفرد بعض سماته الجوهرية كنوع شخصيته واهتماماته وقيمته في العمل حتى لا ينتهي به الأمر في وظيفة غير مناسبة له.
يجب عدم تجاهل المستقبل ويجب دومًا أن تفكر فيما إذا كانت هذه المهنة لها مستقبل واعد أم لا حتى قبل أن تبدأ في الاستعداد لها.