احتفت الصفحة الرسمية للأزهر الشريف من خلال الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، بـ اليومُ الدوليُّ للمُسنِّينَ، حيث يهدف بحسب الأزهر إلى لَفْتِ الانتباهِ إلى هذه الفِئةِ العمريَّةِ التي كافحتْ من أجلِ شبابِ اليومِ، وإبرازِ دَوْرِهم في تنميةِ المجتمعاتِ، بالإضافةِ إلى التَّوعيةِ برعايةِ كبار السِّنِّ وتوفيرِ كافةِ الرعايةِ المناسبةِ لهم.
ولفت الأزهر الشريف في صفحته الرسمية علي شبكة "فيس بوك " إلى أن القرآنُ الكريمُ قد أشارَ إلى أن حياةَ الإنسانِ إنَّما هي قوةٌ بين ضعفينِ، قال تعالى: ﴿الله الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾ [الروم: 54].
وبين الأزهر الشريف أن الإسلامُ قد حثَّ على الاهتمامِ بكبار السن ورعايتِهم وتوقيرِهم وتقديمهم وإنزالهم منازلَهم؛ فثبتَ عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: «مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا؛ فَلَيْسَ مِنَّا» (رواه أبو داود). وعن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه أنه صلَّى الله عليه وسلَّم قالَ: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ» (رواه أبو داود).
وحث الأزهر الشريف حكومات العالم ومؤسسات المجتمع المدني على مواصلة دورها الفعال في التخفيف على كبار السن، ورعايتهم صحيًا، ووضع تشريعات وقوانين تخفف الأعباء عنهم، وكذا العمل على تمكينهم من الحصول على لقاح كورونا.
وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، قد أوضح في منشور الله موقف الإسلام من كبار السن وكيفية معاملتهم، لافتاً إلى أن الإسلام جعل حقوق كبار السن لم تعرفها المجتمعات المادية التي تنظر إليهم على إنهم عالة.
واستشهد المركز بقول النبي صلى الله عليه وسلم "ابغوني الضُّعفاءَ، فإنَّما تُرزقونَ و تُنصرونَ بضعفائِكُمْ"، موضحاً أن الحديث يبين لنا أن كبار السن ينزل الله تعالى لأجلهم رحمته ونصرته لهذه الأمة.
ومضي المركز قائلا إن هناك حقوق لكبار السن، منها: "توقيره واحترامه فينبغي أن يوقرهم ويحترمهم الصغير، حيث كان الرسول يقدم لنا نموذجاً عملياً حينما دخل أبا قحافة وأبطأ الناس ولم يوسعوا له، كي يصل إلى رسول الله، فإذا بالرسول يلوم أبا بكر قائلاً: "هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه"، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، هو أحق أن يمشى إليك من أن تمشى أنت إليه، فأجلسه صلى الله عليه وسلم بين يديه، وأكرمه، ثم مسح على صدره، ثم قال: "أسلم" فأسلم، ودخل به أبو بكر وكان رأسه كالثغامة بياضًا من شدة الشيب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -في تلطف جم وذوق رفيع-: "غيّروا هذا من شعره".
وخلص المركز في نهاية منشوره للقول كذلك قال النبي "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا"، موضحاً أن الأصل إذا أراد شيء أن يذهب إليه، لكن الرسول يبين لنا نموذجاً عملياً للتعامل مع كبار السن،
ومن ثم فعلينا أن نرفع من معنوياتهم، وأن نعرف من حقوقهم أن تناديهم بأحسن الألقاب والألفاظ بطريقة مهذبة تشعره بالاحترام، وأن يتم تقديمه في الكلام، دخل على رسول الله مجموعة فإذا أصغرهم سناً يتحدث كأنه نائباً عن قومه فقال له النبي "كبر كبر" أي اجعل الكبير يتحدث، ولابد أن يحترم ضعفه، وأن نبدأه بالسلام