هل تختلف المشاعر الإنسانية بين الأنبياء والبشر العاديين؟..
بالتأكيد لا، فهم أيضًا بشر، يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا »، يعني قلبها ليس به أي شيء سوى هذا الأمر بسبب وجعها على ابنها .. وهي أم سيدنا موسى عليه السلام أي أم نبي !.. أيضًا (إن كادت لتبدي به ).. يعني من وجعها عليه كانت ستقول أن هذا ابنها.. كل هذه مشاعر إنسانية طبيعية متشابهين فيها كبشر حتى لو أم نبي .. لكن الذي يفرق النتيجة : (لوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا ).. وبالتالي علينا أن نتعلم كيفية تفعيل هذه القوانين.. ماذا تفعل حينما تقع المصيبة، تستشعر أن قلبك ربنا ربطه عن أنه ينهار أو يشتت من الألم .
قوانين الله
هذه القوانين التي نفذتها أم موسى عليه السلام.. فربنا ربط على قلبها، قال تعالى : (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )، وهنا (أَنْ أَرْضِعِيهِ ) : أخدت بالأسباب .. (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ) : لو وصلت للخوف المبالغ فيه هنا ألقي حمولك تماماً على الله عز وجل حتى لو الظاهر أذى ووجع.. (وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ) : اطمئن حتى تستطيع أن تقاوم الخوف المبالغ فيه .. والحزن الذي يمرضك .. (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ): ثق أن الله عز وجل سيرد لك المفقود على طريقته في الوقت المناسب بالشكل المناسب .. واعلم أن كل هذه آليات نواجه بها الأسئلة الصعبة في حياتنا .. إذ أنه ليس حل أبداً أن كيف نفكر نلغي السؤال.. أو تعيش حزين وفقط أو ضحية وفقط .. اتخذ خطوات لأنه مازال هناك الكثير ستفاجئ به ودروس كثيرة و معاني كثيرة مازالت ستأتي .
اقرأ أيضا:
رسالة إلى من يدعون الفقر حتى "يخذوا العين".. احذروا قلة البركةكيف نعيش؟
عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن الحزن والوجع لابد أن يأتي عليهما يومًا وينتهيان، وبالتالي هناك مشاعر كثيرة وجديدة ستأتي وتتغير لم تجربها بعد.. لكن اعلم يقينًا عزيزي المسلم أن الدنيا كلها ستنتهي سريعًا يومًا ما.. فخسارة أن تضيع دون أن نفهم ودون أن نتعلم كيف نعيش!.. فإن كان ليس أمامنا سوى طريقين، الطريق الأول: طريق الإحباط والاستسلام والرضوخ للوضع الذي يَعيشُه، وفيه ما فيه من الآلام والمخاطر الصحية نفسيًا وبدنيًا، والطريق الثاني: طريق الرضا بالقضاء الذي حث عليه الإسلام؛ يقول الله تعالى: «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» (البقرة: 156)، فعلينا أن نختار الطريق المطمئن والمريح، وهو الطريق الثاني، بدلا أن يضيع عمرنا فيما لا يفيد.