يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا »، ويقول أيضًا سبحانه وتعالى: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ»..
الكَبد .. أنك تسعى في الدنيا وتجتهد وتتعرض لابتلاءات وتتعلم الصبر وتكتشف قدراتك .. ولتعلم أنك لست في الجنه ومُنعَم وفقط .. إنما أنت في الدنيا وهي رحلة سعي و بذل في طريقك إلى الله، وأنت في كل ذلك مركزيتك الله عز وجل وقوانينه ، تنجح وتكد وتعمل وتكسب أموالا.. كل هذا لابد أن تعلم أنه أمر من الله عز وجل، وأنه سبحانه خلقك لرسالة معينة، وهي أن تسعى في الأرض وأن تعمرها، من خلال الرحلة تتعرف على الله عز وجل وماذا تعني العبادة الحقيقية.
الله معك في كل أحوالك
عزيزي المسلم، لكي تصل إلى مرتبة المعرفة، عليك أن يكون الله عز وجل دائمًا في قلبك وأفعالك وأقوالك .. فمهما كانت رحلة السعي صعبة ومُجهِدة لكنك تفعل ذلك كله بمشاعر متوازنة تهون عليك الكثير من الأمر، فاعلم أن هذه المشاعر إنما هي مشاعر الطمأنينة .. تعيش مطمئن بالله مهما كانت رحلتك صعبة .. تستشعر اللطف والتوفيق والبصيرة .. وكأن الطمأنينة تحيطك من كل جانب وأينما ذهبت.
أما الضنك.. فأنت تسعى وتجتهد وقد تصل لنتائج وتحقق ما تريده، لأنك تسير بالفعل بقوانين الكون .. تعمل فتكسب مالا .. أو تسرق فتكسب مالا أيضًا.. لكن أنت هنا تتبع هوى نفسك .. أما قوانين الله عز وجل وذِكره فهي ليست ضمن حساباتك .. تعتمد فقط على قدراتك ومن دون أي مرجعية ولا ثوابت و(فاكرها بشطارتك )!.. حينها لاشك مهما حققت نتائج وانتصارات ظاهرية فهي ضنك.
اقرأ أيضا:
معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكمالفرق بين الضنك والكَبد
عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن هذه الدنيا لا تساوى جناح بعوضة عند الله عز وجل .. فكون أنه يعطيك منها نتائج و مناصب و رزق و أموال و نجاح .. فهذا كله لا شيء .. لأنه أخذ منك أهم شيء (الطمأنينة ) والتي هي ملخص البركة والتوفيق والبصيرة واللطف ، واستشعارك لقدرات الله التي تسندك وقت النقص والضعف .. فتفقد طعم كل شيء تصل له .. وتشعر أنك مهما حققت و وصلت لا تستطيع أن تصل للسعادة، وهذا هو الفرق بين الضنك والكَبد.. الفرق في الطمأنينة والتي لن تتواجد سوى بوجود الله مركزية لنفسك و لحياتك .. وهذا هو ذكر الله .. (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ).