الله سبحانه وتعالى من أسمائه الحسنى اسم (المؤمن) ، فبديهي أن نكون نحن المؤمنون، فبمّ آمن الله عز وجل؟.. الحقيقة أن المؤمن هنا مشتقة من الأمن و من الإيمان ومن الأمان فالله سبحانه وتعالى لابد أن نؤمن به ، والايمان معناه التصديق الجازم المطابق لهذا الواقع والحقيقة.. فالإيمان هو التصديق بالله تعالى ، والله سبحانه وتعالى هو أكبر حقيقة في هذه الأكوان وفي هذه الحياة التي نعيشها ، فإذا أُنكر الله في القلوب وفي العقول -والعياذ بالله- حدث خللا كبيرًا لاشك، فقد نرى كثيرا من الناس لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ، لماذا ، لأنهم لم يؤمنوا بالله سبحانه وتعالى من الأساس.

الإيمان بالله

لا بد من الإيمان بالله فهو الذي وبإيماننا به يخلق لنا الأمن ويخلق لنا الأمان ، فالأمن يكون في علاقتنا مع الآخرين.. وبالتالي فإن ضد الأمن الاضطراب والهرج والمرج وعدم الاستقرار ، والأمان يكون مع أنفسنا، وضد الأمان الكآبة وضيق النفس وعدم السعادة.

 والله سبحانه وتعالى إذا ما تخلق الإنسان باسمه المؤمن ، فآمن به ، وسلم له ، وأعلاه في قلبه ، وخشع له خشوع العابدين ، واتقاه تقوى المتقين فإنه يشعر بالأمن والأمان.. وهنا المعنى الحقيقي لاسم الله المؤمن، أن يؤمن به كل الناس وكل الكائنات، فليسلموا له كل أمورهم، فتكون النتيجة المنطقية جدًا الوصول إلى درجة عالية جدًا من الأمان، قال تعالى: « هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ » (الحشر: 23).

اقرأ أيضا:

من نفحات الحج المبرور.. فقراء بكوا لزيارته وأغنياء استبدلوه بمتعتهم الزائلة

ثناء الله على نفسه

المؤمن يعني أن الله بذاته العليا يثني على نفسه سبحانه، وذلك بتوحيده سبحانه، حين قال جل في علاه: « شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ » (آل عمران: 18)، وهي شهادة عظيمة، وتصديق عظيم كريم من أعظم شاهد على أعظم مشهود، وهو التوحيد الذي هو أعظم حقوق الله على العبيد.

ومن ثم فإن (المؤمن) جل جلاله، هو الذي يصدق عباده المؤمنين بالآيات وينصرهم في الشدائد والصعاب، كما قال تعالى عن فرح المؤمنين في الآخرة وقولهم: « وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ » (الزمر: 74)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ » (الأنبياء: 9)، فآمن بالله عزيزي المسلم جل الإيمان تنل رضاه وأمانه وطمأنينته وتصل لمرتبة عالية جدًا من التقرب إليه سبحانه.