يوم القيامة يوم تشيب له الولدان، كما قال تعالى " فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا ".
منامات وعظات بليغة:
1-حكي عن أحد الصالحين أنه قال: رأيت ولدي في المنام، فإذا هو شائب، فقلت له: يا ولدي مما هذا الشيب؟ قال: يا أبت قدم فلان علينا فزفرت جهنم لقدومه فلم يبق أحد منا إلا شاب.
2- وقيل: إن عيسى عليه السلام مرّ بمقبرة، فإذا سام بن نوح، فناداه وقال: عزمت عليك إلا ما قمت بإذن الله تعالى: فقام ولحيته ورأسه بيضاء.
فقال عيسى عليه السلام: مما هذا الشيب، فقال: سمعت النداء فظننت أن القيامة قد قامت، فشابت لحيتي ورأسي، فقال عيسى عليه السلام: منذ كم أنت ميت؟ فقال: منذ أربعة آلاف سنة، وما ذهبت عني سكرة الموت.
3- وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، قل لبني إسرائيل لو لم يكن إلا الموت والحساب والحياة والأعوان الذين يجذبون الروح، ويقطعون الأوصال، ويجذبون الشعر من الحدق، ويكسرون الأعضاء، ويقطعون العروق حتى يسمع للميت صرير أسنانه، لكفى يا داود، مما من لسان فصيح قد بكم عن الكلام والتوحيد.
يا داود، قل لبني إسرائيل: استعدوا للزاد فإن الدنيا عن قليل تزول.
4- وقيل: إن رجلين تخاصما في أرض، فأنطق الله تعالى لبنة في حائط، فقالت: يا هذان، إلى كم تتخاصمان؟ وعزة الله تعالى إنني كنت ملكاً من الملوك ملكت الدنيا ألف سنة، ثم مت وصرت ترابا ألف سنة، فأخذني خزاف فجعل مني إناء فاستعملت حتى انكسرت، ثم صرت تراباً ألف سنة، ثم أخذني رجل وضرب مني لبنة، وجعلت في هذا الحائط منذ ثلاثمائة سنة. فانصرف الرجلان ولم يتخاصما بعدها.
5- وقيل: إن رجلاً كان خائفاً من الموت كثير الجزع والخوف، دائم الفكرة وكثير البكاء، قاداه الجزع إلى أن خرج يطوف في الأرض من غير حاجة، فلقيه ملك الموت، فقال له: يا هذا أتعرفني؟
فقال: لا أعرفك، فقال: أنا ملك الموت، فشخص الرجل وخرّ مغشياً عليه، فلما أفاق، قال له ملك الموت: ارجع إلى أهلك وعد المرضى، فإن رأيتني عند رجلي المريض فصف له الدواء فإنه يبرأ، وإن رأيتني عند رأسه فاعلم أن أجله قد قرب، فلا تصف له شيئاً من الدواء، وإنك عن قريب ستراني عند رأسك، فاستعد لذلك اليوم.
فرجع الرجل إلى أهله. فكان يعود المرضى ويأخذ في طبهم، فبينما هو ذات يوم عند أهله، إذ رأى ملك الموت عند رأسه، فشخص الرجل ببصره ونادى بأهله: عجلوا بصحيفة أكتبها لكم، فإني رأيت كل من كنت أخافه وأخوف الناس منه.
فقال ملك الموت: الآمر أعجل من ذلك، وإنما كنت حذرتك قبل هذا اليوم لتنظر لنفسك، والآن قد انقضت مدتك، وانقطعت أيامك، فقبض روحه من قبل أن يكتب وصيته.
اقرأ أيضا:
مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان