حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على الصدق وجعله شعارا للمسلمين فى كل زمان ومكان فلا يتصور أن يكون هناك مؤمن يكذب.
من هنا اعتبر الإسلام ثابتا وحث عليه ففى الحديث " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا..".
وفى المقابل جعل الإسلام الكذب من رذائل الأمور ففى الحديث " وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا..".
أنواع الصدق:
والصدق أنواع كثيرة أهمها الصدق مع الله الصدق مع النفس الصدق مع الناس، وهذه الثلاثة يتفرع عنها صور لا حصر لها فى المعاملات بل يترتب عليها كونك مؤمنا ام منافقا.. وبهذا يصير الصدق ليس من فضول الأخلاق بل هو لبها وجوهرها ولا يستغنى عنه إنسان فضلا عن المسلم الذي أمره ربه بالصدق حين قال وكونوا مع الصادقين.
صدق اللحظة:
ومن لطائف الصدق أنه ينفعك ولو طبقته ولو للحظة ينفعك ومن هذا
ما يلفت الإنتباه في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، أن الله جعل ثلاثة مقاعد منهم لأصحاب اللحظة الواحدة ، رغم أن أربعة منهم لأعمال دائمة على مدى حياة الشخص... كالإمام العادل ، أو الرجل الذي قلبه معلق بالمساجد ، أو نشأة شاب في طاعة الله ، أو الرجلين الذين تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه ....، أعمال تحتاج الوقت و الجهد قبل الصدق على مدار عمر الإنسان .
لكن أن تدرك ظل الرحمن بلحظة واحدة ! ثلاثة أماكن محجوزة لأصحاب لحظات الصدق من أصل سبعة..
رجل تصدق بصدقة (مرة واحدة) فأخفاها، ورجل (مرة واحدة) ذكر الله فيها خاليا ففاضت عيناه، ورجل (مرة واحدة) دعته فيها امرأة ذات منصب وجمال ، فقال إني أخاف الله.
صدق اللحظات له ثمنه عند الله،فانتبه للحظات عمرك و خواطرك يقول أبو سليمان الداراني : طوبى لمن صحت له خطوة ( واحدة ) لم يرد بها إلا وجه الله تعالى.