لا تحتقر المنتكس فأنت معرض للخطأ.. تعامل معه بهذه الطريقة
بقلم |
محمد جمال حليم |
السبت 21 سبتمبر 2024 - 11:11 ص
معنى الانتكاس: الانتكاس من الأشياء المذمومة إن كان قد انتكس من خير إلى شر وهو غالب استعمال هذا اللفظ.. والمنتكس هو الذي يترك الخير بما عرفه ويعود لحاله الأول الذي كان عليه. كما يطلق المنتكس على من يعود في توبته فهو بعدما أقلع عن الذنب عاد إليه ثانية.. والمنتكس بصفة عامة ليس جرما وينبغي التعامل مع هؤلاء برفق ودعوتهم بلين دون تعنيف أو تخويف.
علاج الانتكاس: ويمكن أن يكون علاج الانتكاس نابع من الشخص نفسه وذلك بالاستعانة بالله تعالى واللجأ إليه والتوكل عليه، قبل كل شيء، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، ويكون كذلك بدوام التفكر في عاقبة الذنب الوخيمة، وأن مآل ارتكابه إلى شر، وبصحبة الصالحين الذين تعين صحبتهم على طاعة الله تعالى، وبتجنب أسباب مواقعة المعصية، ومجاهدة النفس على تركها مجاهدة صادقة، فإذا حصل هذا لم يكد العبد يعاود الذنب أخرى، ثم إن عاد فليعد وليتب من ذنوبه ويعزم على عدم العودة ثانية.
كيفية التعامل مع المنتكس: المنتكس شخص عادي جدا وكلنا معرضون للوقع في المعصية بعد التوبة منها .. بل قل من لا يعود ومن ثم فالمنتكس ليس شاذا اجتماعيا إنما الشذوذ يأتي في سوء فهم هذا الشخص وسوء التعامل معه وتضخيم حاله وعرضه على أنه شخص سيء لا ينبغي ان نتعامل معه ونسعى للتحذير من مصاحبته..
ولأن الإسلام دين الحكمة والرفق فقد أمرنا بضبط الأمور والتعامل الحكيم في كل الظروف حتى لا نضر من حيث نريد النفع.. ومن الحكمة في هذا الموقف تفهم طبيعة الشخص ومحاولة مساعدته بكل وسيلة ممكنة وذلك بمعرفة أسباب انتكاسه والتعامل معه على ما يقتضيه الحال، فعلى سبيل المثال: إن كان انتكاسه بسبب صديق الماضي فيكون التعامل معه ونصحه بترك هذا الصديق وتعويضه عن هذا الصديق بأصدقاء صالحين ملتزمين، وغير ذلك من أساليب الرفق واللين كما يجوز تستعين بمن تعرف من الدعاة والشباب المؤثرين، وتتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم أنت حتى يهديه الله على يديك وانت تستشعر الثواب