مرحبًا بك ياعزيزي..
قلبي معك، ومعها.
لاشك أنها "مسكينة"، ولا شك أنك "متورط" وتدفع ثمنًا عجيبًا لشهامتك ورجولتك!
أحييك لما فعلته معها، فهذا مقتضى الرجولة، والشهامة، بحق، وأنت غير مسئول عن مشاعرها وما آلت إليه الأمور. وأحييك لوفائك لخطيبتك، وصراحتك، ووضوحك، وإخبارها أنك تحب خطيبتك، وغير مستعد للارتباط بأحد غيرها.
تحتاج إلى "الثبات" على موقفك، والتزامك بترسيم الحدود في العلاقة، والحفاظ عليها، وحمايتها من الاختراق والتجاوز، فالشفقة مشاعر تختلف عن الحب، ولا تقتضي الحب والزواج، هذه نقرة وتلك نقرة أخرى يا عزيزي.
هي "مسكينة" كما وصفت لك، تتصرف تحت ضغط المشاعر، نعم، تقودها مشاعرها، ورغبتها في التخلص من الوصم والوحدة.
تتصرف هذه الفتاة الثلاثينية تحت ضغط الشعور بعدم التقدير والاستحقاق، وضغط عدم اشباع احتياجاتها النفسية، التي لم تشبعها أسرتها غالبًا منذ البداية، في طفولتها، ثم زادوا الطين بلة بوصمها وتعييرها بما ليس في يدها، بدلًا من دعمها، وحبها، وقبولها، واحتوائها، ومساعدتها، وهو ما وجدته عندك، وصادف مكانًا خاليًا، فارغًا، مؤلمًا، فتمكن.
لاشك أن الحب والزواج من حقها، كما أي فتاة، ولكن المشكلة أن ما يحدث بسبب ضغط الاحتياج هو السعي لإشباعه عبر مصادر خاطئة.
لذا، أخشى ما أخشاه أن تستمر هذه الفتاة هكذا في تخبطها، فإن لم تكن أنت، فأي شخص آخر من بعدك يبدو لها مشبعًا لاحتياجاتها النفسية، ما يجعلها صيدًا، سهلًا، وثمينًا للكثير من الصيادين.
أكمل مواقفك الرجولية، الشهمة، معها، يا عزيزي، وأقنعها بأنها في غربة وتحتاج إلى يد قريبة، وشخصية أمينة، تحفظ سرها، ولا توصمها أو تحكم عليها، وتنصت لها، وتقدم لها الدعم المطلوب، بشكل علمي مدروس، وعبر خطة علاجية.
تحتاج الفتاة إلى صحبة معالجة نفسية بلاشك، أو "ثيرابيست"، فهي لن تستطيع إقامة علاقة عاطفية جيدة وصحية ومناسبة ما لم تتعافى، فساعدها للوصول إلى واحدة منهن أمينة وماهرة، وابق على القرب الآمن منها، تدعم بما استطعت من جهد، ووقت، في حدود الزمالة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.