لقي أحد التابعين فقيه المدينة أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، فقال: حدثني أفضل شيء سمعته يذكر في رمضان.
فقال أبو سلمة: حدثني عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان , ففضله على الأشهر بما فضله الله عز وجل به، وقال: «إن شهر رمضان فرض الله صيامه على المسلمين، وسننت قيامه، فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
أجر ومثوبة:
1-ذكر الإمام سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عمر , قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أبواب الجنان تفتح في أول ليلة من رمضان إلى آخر ليلة منه، فلا يغلق منها باب، وتغلق أبواب جهنم من أول ليلة من رمضان إلى آخر ليلة منه، فلا يفتح منها باب، وتغل مردة الشياطين؛ بحق رمضان ورحمته ويبعث الله مناديا ينادي في السماء الدنيا كل ليلة من غروب الشمس إلى طلوع الفجر يا باغي الخير هلم، هل من داع يستجاب له، من سائل يعطى سؤله، من مستغفر يغفر له، من تائب يتاب عليه، ولله تعالى عتقاء عند وقت فجر كل ليلة من شهر رمضان، عباد وإماء».
2- وعن قتادة، قال: " ذكر لنا ليالي رمضان ونهارها، تفتح فيها أبواب السماء، فينادي مناد كل ليلة من أول الليل: هل من داع فيستجاب له، هل من سائل فيعطى سؤله، هل من مستغفر فيغفر له، وكان يقال: من لم يغفر له في رمضان فلن يغفر له ".
3- وروى أبو هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة المكتوبة إلى الصلاة المكتوبة التي بعدها كفارة لما بينهما» ، والجمعة إلى الجمعة، والشهر إلى الشهر، يعني شهر رمضان، كفارة لما بينهما، ثم قال بعد ذلك: «إلا من ثلاث» ، فعرفت بعد أن ذلك من أمر حدث، قال: «إلا من الإشراك بالله، ونكث الصفقة، وترك السنة» ، قال: أما نكث الصفقة تبايع رجلا بيمينك , ثم تخالف إليه فتقاتله بيمينك، وأما ترك السنة فالخروج عن الجماعة.
4- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عندما يحضره رمضان : «سبحان الله، ماذا تستقبلون، وماذا يستقبل بكم؟» قالها ثلاثا، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، وحي أنزل، أو عدو حضر؟ فقال: «لا , ولكن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل القبلة هذه» ، وفي ناحية القوم رجل يهز رأسه، قال: بخ بخ.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «كأنك ضاق صدرك مما سمعت» ، قال: لا , والله يا رسول الله، ولكن ذكرت المنافقين.
5- وكان ابن مسعود، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا أهل رمضان هبت ريح من تحت قريش فصفقت ورق الجنان، فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقولون: أي رب، اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعينهم بنا وتقر أعيينا بهم.
قال: فما من عبد صام رمضان إلا زوجه الله زوجة من الحور العين كما نعت الله عز وجل , فقال: "حور مقصورات في الخيام" .. لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيف وسبعون ألف وصيفة لحاجاتها، ولكل امرأة منهن ألف وصيف بيد كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون من طعام يجد لآخر لقمة كما يجد لأولها، يعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت عليه إكليل من ياقوت، من يديه سواران، هذا لكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات ".
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟