ورد سؤال عن الذين ينفذ فيهم حكم الإعدام قصاصًا لقتل، أو لكبيرة فعلها، والله تعالى يقول: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا[٩٣]﴾[النساء: 93]، ويسأل إذا حكمت محكمة الدنيا على قاتل ما بالإعدام ونفذ الحكم عليه، فهل هذا يعفيه من عذاب جهنم والغضب واللعنة في الآخرة، أم لا بد من عذاب الآخرة؟
يجيب الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، بالإشارة لقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾.
وما يتعلق بالعقاب في الآخرة فإن الله سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء وقت ما يشاء ولا معقب لحكمه؛ لأن التوبة تمحو ما قبلها من خطايا إذا كانت توبة صادقة، أما نفاذ العقوبة في الدنيا يعفي من العقوبة في الآخرة فهذا الأمر إن كانت هناك توبة نصوح فإن الله وعد التائبين بالعفو عن الذنوب، وإن الله لا يخلف الميعاد، والتوبة سر بين العبد وربه ولا يطلع عليها أحد، وعلى ذلك فإن الأمر موكول إلى الله إن شاء عذب وإن شاء عفا.
فمن شروط العفو هي التوبة النصوح تمحو ما قبلها من خطايا.
ومن ارتكب كبيرة وعوقب عليها في الدنيا، فأمره موكول إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.
اقرأ أيضا:
هل يجوز للمرأة تنظيف الحواجب؟ (الإفتاء تجيب)