من أفضل أوقات اليوم، هي لحظة ما قبل شروق الشمس وما بعده مباشرة، في ذلك الوقت تقسم أرزاق العباد، وتستقبل يومك بنسيم الصباح العليل، وإشراقة وتنفس الصباح كما وصفه المولى عز وجل: «وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ» (التكوير 18)، فكأنك تعرض نفسك لأجمل هواء ونسيم ليس له مثيل على الإطلاق، يخرج ما في نفسك من أي عِلل ودرن ومرض.
أما أجمل ما في الاستيقاظ في ذلك الوقت، هو أن تشهد مع الملائكة بداية اليوم الجديد، قال تعالى يؤكد ذلك: «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا» (الإسراء 78)، فصلاة الفجر مشهودة لأنها تأتي في وقت يصعب على الإنسان القيام فيه من نومه الهانئ ودفء فراشه المريح.
لكن المؤمنين تتجافى جنوبهم عن المضاجع اللينة ويستيقظون في أعماق الليل متقربين لخالقهم بالدعاء، والصلاة، قال تعالى: «تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ».
حقيقة علمية
علميًا، يقول العلماء إن أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو تكون عند الفجر، وتقل هذه النسبة تدريجيًا حتى تنتهي مع طلوع الشمس، ولهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي، ومنشط للعمل الفكري والعضلي، ومن ثم من يبدأ يومه باكرًا يتعرض لهذا الغاز، فينشط جسمه وذهنه، فيكون قادرًا على مواجهة أي أثار قد تحدث بقية اليوم.
فضلاً وهذا هو الأهم، أن من يستيقظ باكرًا وأدى صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة، كان في معية الله طوال اليوم، فعن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه في نار جهنم».
اقرأ أيضا:
عبد الله مخلصا 500عام وقذف في النار .. هذا هو السبب .. اللهم ادخلنا الجنة بفضلك وليس بعدلكثقيلة على المنافقين
والحرص على صلاة الفجر من صفات المؤمنين، لأنها الأثقل على المنافقين والعياذ بالله، فالمحافظة عليها والعناية بها دليل على قوة الإيمان، فعلى كلم مؤمن الاستعانة بالله عز وجل في الاستيقاظ مبكرًا، حتى لا يضيع عليه أداء فضل صلاة الفجر.
فإذا استعان العبد بمولاه، أرسل إليه ملكًا يوقظه من نومه يوميًا لأداء صلاة الفجر، فقط لأنه ترك قلبه لله عز وجل، لذلك أوصى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، معاذ بن جبل رضي الله عنه وقال: «يا معاذ، أوصيك ألا تدعَنَّ في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسنِ عبادتك»، لكن هناك أمر هام لمن يرغب في الاستعانة بالله، وهو أن يذكر الله عز وجل طوال الوقت في الرخاء ، حتى يتذكره الله سبحانه وتعالى في الشدة وقت الفجر.
وكان الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم يدعو قائلاً: «اللهم بارك لأمتي في بكورها».