استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني أمير ويلز، والسيدة قرينته الأميرة كاميلا، دوقة كورنول، اليوم الخميس بالجامع الأزهر الشريف، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين بريطانيا والأزهر، وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات، والحديث عن الأزمات الإنسانية المعاصرة وفي مقدمتها أزمة تغير المناخ.
في بداية اللقاء، أعرب فضيلة الإمام الأكبر عن ترحيب وتقدير علماء الأزهر بالأمير تشارلز والسيدة قرينته في أروقة الجامع الأزهر، معبرًا عن سعادته بهذا اللقاء، وأن الشجاعة والحكمة التي يتمتع بها سموه وغيره من القادة العالميين أصحاب التأثير في السياسات الدولية هي التي شجعت الأزهر الشريف على فتح جسور الحوار مع مختلف الثقافات والديانات والتي كان في مقدمتها الانفتاح على كنيسة كانتربري والفاتيكان وغيرهما من الكنائس المسيحية في الشرق والغرب، وكان لهذا الانفتاح الكثير من الثمرات المهمة والتي توجت بتوقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" مع البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان.
وقال فضيلته إن الأزهر يعتز بعلاقته العلمية القوية مع بريطانيا، تلك العلاقات التي ظهرت نتائجها في حصول العديد من خريجي الأزهر الشريف على أعلى الدرجات العلمية من كبريات الجامعات البريطانية، مؤكدًا حرص الأزهر على تعزيز علاقته العلمية والثقافية والدينية مع بريطانيا ومع الكنيسة الأنجليكانية، مشيرا إلى أن الأزهر عقد العديد من جولات الحوار مع كنيسة كانتربري ورئيس الأساقفه الصديق العزيز جاستن ويلبي ، وتمكن من بناء جسور من التواصل بين الشباب من الشرق والغرب، لنشر قيم السلام والتسامح والمحبة.
من جانبه أعرب ولي عهد بريطانيا عن تقديره الكبير لجهود الإمام الأكبر على مدار السنوات الماضية، لاسيما في محاربة التطرف والتشدد وتعزيز ثقافة الحوار بين الأديان، وأنه قد تابع باهتمام جهود الإمام الأكبر شيخ الأزهر في نشر قيم التسامح وقبول الآخر خلال الفترة الماضية وعلى رأسها زيارته إلى الفاتيكان ولقاؤه مع البابا فرانسيس، في خطوة عززت الحوار بين الأديان وانفتاحها بعضها على بعض.
من ناحية أخري ، انطلقت أمس الأربعاء، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف فعاليات بطولة "كأس الأزهر للوافدين" لكرة القدم، والتي ينظمها مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر الشريف.وأقيم حفل افتتاح البطولة بملعب مدينة البعوث الإسلامية، بحضور نخبة من قيادات الأزهر، وسفراء الدول المشاركة في البطولة، للمشاركة في الحدث، ومشاهدة عروض الفرق الرياضية، بجانب استعراض أعلام الدول المشاركة في البطولة، وعزف النشيد الوطني لكل دولة من الدول المشاركة.
وأكد فضيلة الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن مؤسسة الأزهر تحرص على تقديم كل ما من شأنه الارتقاء والتطوير من أحوال طلابها والترويح عنهم، موضحًا أن الرياضة إذا كانت تبني الأجسام فإنها أيضا تعمل على ترسيخ الأخلاق، مشددا على أن مؤسسة الأزهر ليست منغلقة على نفسها، بل تعمل على مواكبة كل سبل العصر لتقديم طالب لديه وعي في كل المجالات، ليكون عضوًا مؤثرًا في بناء المجتمع وتقدمه.
من جانبها، أوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، أن الهدف من البطولة هو بناء شخصية إسلامية متكاملة، وتقديم خدمة متميزة للطلاب الوافدين من جميع الأجناس في مختلف القارات، وجعلهم قادرين على حمل رسالة الأزهر العالمية وإيصالها إلى جميع الأمم والشعوب.
من جهته، أوضح فضيلة الشيخ أحمد عبد العظيم، نائبًا عن رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن هذه البطولة دعوة للمحبة والترابط والتعارف بين جميع الشعوب، من خلال الأنشطة الرياضية التي تعمل على تنمية عقول الطلاب، وترسخ في نفوسهم ثقافة الترابط والتماسك، ليعودوا إلى بلادهم بالفكر والعلوم والرياضة التي تعلموها في رحاب الأزهر الشريف.
اقرأ أيضا:
8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسناتوأوضح مصعب رابح، رئيس طلاب الوافدين، أن عصر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب، شيخ الأزهر، هو عصر ذهبي بالنسبة للطلاب الوافدين، لما يحظى به الطلاب الوافدون من العناية والرعاية وسبل الراحة وتذليل العقبات، لافتًا إلى أن تنظيم الأزهر لبطولة رياضية أكبر دليل على أن الأزهر لم يترك أمرًا حتى وإن كان ترفيهيًا إلا وقدمه لأبنائه، موضحًا أن الرياضة كانت ولا تزال عاملًا فاعلًا في توحيد الشعوب وتبادل الثقافات وتحقيق التعارف والتقارب والتعايش بين الإنسان وأخيه الإنسان.