كان أكثر ما يؤرق الرجل العربي هو أن يظهر منه ضيق أو قلة خدمة لضيفه.
وقد حدثت الكثير من الحكايات والأعاجيب في استضافة الضيوف منها ما وقع في الأمم السابقة وأمة النبي صلى الله عليه وسلم.
1-عن عطاء بن السائب، قال: استضاف رجل من بني إسرائيل رجلا , فقال لامرأته: هل عندك شيء؟
قالت: نعم , فقامت فوضعت فرشا , ونصبت رحاها , ثم ذهبت , فأشعلت التنور , وجعلت تطحن بحسن ظنها بربها عز وجل , وعجنت , ثم ذهبت , فإذا التنور مملوء شواء , ثم رجعت فاختبزت , ثم رفعت فرشها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو تركتها طحنت إلى يوم القيامة».
اقرأ أيضا:
زيد الخيل .. صحابي جليل طالب الرسول بـ 300فارس لإخضاع الروم.. قصة إسلامه مثيرة2- عن أبي هريرة، أن رجلا دخل على أهله , فرأى ما بهم من حاجة , فخرج إلى البرية , فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما نعجن ونختبز , فإذا الرحى تطحن , وإذا التنور ملأى شواء.
فجاء زوجها , فقال: أعندك شيء؟ قالت: نعم , رزق الله , فرفع الرحى , فكنس ما حولها , فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال: «لو تركها لدارت إلى يوم القيامة».
3- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: تضيف رجل من المسلمين رجلا من الأنصار , فغدا الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وترك ضيفه إلى أهله , ورجع مشيا.
فقال لأهله: هل أطعمتم ضيفنا؟ قيل له: انتظرناك , قال: والله لا آكله.
وقالت المرأة: والله لئن لم تأكله لا آكله , وقال الضيف: والله لئن لم تأكلوه لا آكله.
قال: فلما رأيت ذلك , ضربت بيدي , فأكلت , وأكلت المرأة , وولدي , وضيفي , ثم غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت: بروا وحنثت , فقال: «أنت أبرهم , وأخيرهم».
4- عن مجاهد، قال: نزل ضيف برجل من الأنصار , فأبطأ الأنصاري على أهله , فجاء فقال: عشيتم ضيفي؟ والله لا أطعم الليلة , فقال الأنصاري: بيت ضيفي الليلة بغير عشاء؟ قربوا طعامكم , فأكل وأكلوا معه , فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم , فأخبره بأمره , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطعت الله , وعصيت الشيطان».