إن الرعد والبرق ظاهرتان كونيتان تقعان بإرادة الله تعالى وعلى المؤمن أن يذكر الله تعالى في هذا الوقت.
ما يقال عند سماع الرعد:
وقد ورد أنه عند سماع الرعد يسن التسبيح تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان إذا رأى -تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم- غيماً أو ريحاً عرف في وجهه، قالت: يا رسول الله، إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف من وجهك الكراهية! فقال: يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب.. عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا: هذا عارض ممطرنا.
كما أن على المسلم أن يشغل نفسه في تلك الفترة بالتسبيح، لما أخرج أبو داود عن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم الرعد فسبحوا، ونقل الألوسي في تفسيره عن ابن مردويه أن أبا هريرة قال: كان إذا سمع الرعد قال: سبحان من يسبح الرعد بحمده.
حقائق حول الرعد والبرق والمطر:
جاء في السنة النبوية المطهرة إثباتها لعدد من الحقائق منها أن هناك ملكا يزجر السحاب فيحدث الرعد ففي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي، وصححه الألباني من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ؛ أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ، قَالُوا صَدَقْتَ.. إلخ الحديث، قال ابن عبد البر في الاستذكار: جمهور أهل العلم يقولون: الرعد ملك يزجر السحاب، ويجوز أن يكون زجره لها تسبيحاً، لقول الله تعالى: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ.
المطر يكال بالميزان:
ومن الحقائق أن المطر يكال بالميزان دل على ذلك ما ذكره من أن المطر يكال بالميزان ما جاءمما رواه ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِهْرَان، عَنْ أَبِي سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَمْ تَنْزِلْ قَطْرَةٌ مِنْ مَاءٍ إِلَّا بِكَيْلٍ عَلَى يَدَيْ مَلَكٍ.