من أروع الصفات التي يجب أن يتحلى بها الرجل عمومًا، والزوج خصوصًا، هو ما قالتها زوجة سيدنا موسى موسى عليه السلام بعد أن سقى لها ولأختها من البئر، إذ يقول القرآن حكاية عنها: «قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ».

حسب ما ورد في كتب التفسير، فإنه لما سألها أبوها نبي الله شعيب عليه السلام، كيف عرفتي أمانته: فقالت «لما دعوته مشيت بين يديه، فجعلت الريح تضرب ثيابي، فتلزق بجسدي، فقال: كوني خلفي: فإذا بلغت الطريق فاذهبي»، أي أنه حينما قال لها سيري خلفي شعرت بالأمان فوصفته بالأمين.. ومع قوته التي رفع بها الصخر وحده وهو يحتاج لقوة 7 رجال وأمانته في غض البصر عنها جعلها تتعلق به، وطلبت من أبيها أن يستخدمه في عمل لديه، فكان هذا العمل هو مهرها.

أمانة الرجال

أمانة الرجل لها صور عدة، منها وأهمها غض البصر لأن الشخص الذي يطلق لبصره العنان، من المستحيل أن يكتفي بواحدة، وستظل المرأة تعاني طوال حياتها معه من هذه المشكلة، وهناك أيضًا أمانة على المشاعر وأنه يراعي الله عز وجل فيها، وألا يتعامل معها على أنها وسيلة للتسلية وتضييع الوقت فقط، وليست زوجة لها حقوق عليه.

والزوج الصالح يشترط فيه الأمانة، وبالتأكيد القوة، وكل ذلك يسبقه الحياء والرهبة من الله تعالى، والتي دعاه الله إليها: « يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ » (الزمر: 16)، لأن هذا الخوف يمنع العبد من الظلم، ويحجبه عن الاعتداء على حقوق الآخرين وممتلكاتهم وأعراضهم، وخصوصًا زوجته وأم أولاده، ألم تسمع لقول ابن آدم لأخيه: « لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ » (المائدة: 28).

اقرأ أيضا:

سورة "الفاتحة".. الشمس التي تضيء نهار المسلمين وتميزهم

الالتزام بالدين

العلماء أجمعوا على أن أسس اختيار الزوج الصالح تتوقف على الالتزام بالدين، فمن عرف دينه جيدًا، لم يظلم زوجته ولم يهينها، فعن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال : « خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ، ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم»، وبالتالي إذا جاء المرأة من ترضى دينه، فعليها أن تتزوجه.

عن أبي حاتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتاكم مَن ترضَوْن دينَه وخلقه، فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرضِ وفسادٌ كبير»، قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه؟! قال: «إذا جاءكم من ترضون دينَه وخلقَه، فأنكحوه - ثلاثَ مرات».