أخبار

فوائد مذهلة لـ "اليوسفي".. تعرف عليها

عبد الله مخلصا 500عام وقذف في النار .. هذا هو السبب .. اللهم ادخلنا الجنة بفضلك وليس بعدلك

آيات قرآنية.. الملاذ الآمن عند التعرض للابتلاء

ما معنى قول النبي: "لا تفضلوني على يونس بن متى"؟.. آداب وفضائل

في صراعك مع الشهوة.. هكذا ترقى بها إلى الله لا إلى الشيطان

توضأ وضوء النبي.. كيف تفرق بين الفرائض والسنن؟

أكثر شئ تقيس به تقواك فى كل حياتك مهما كنت متدين؟.. د. عمرو خالد يجيب

"اللهم اجعلني من القليل".. كيف تكون منهم؟ (الشعراوي يجيب)

من صفات نبي الله يحيى.. وكيف قتلته المرأة البغي؟

"اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض".. بماذا رد على أبي جعفر المنصور؟

لماذا اهتم الإسلام بتحقيق الأمن الاجتماعي.. وما هي صوره؟

بقلم | محمد جمال حليم | الجمعة 06 ديسمبر 2024 - 10:15 ص
احتل الأمن الاجتماعي في الإسلام مكانة عالية حيث ذكره الله تعالى في القرآن في أكثر من موضع منه قوله تعالى: " الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".. فالأمن مقدم على الرزق يظهر هذا من قوله تعالى: "رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات..".  

صور الأمن المجتمعي:
من جانبه،  يبين د. عادل هندي الأستاذ بجامعة  الأزهر الشريف أن  للأمن الاجتماعي صور كثيرة منها :كفالة الفقراء والمساكين، توفير الغذاء والدواء، التكافل الجماعيّ، كفالة الآباء وكبار السنّ، كفالة الصغار والأيتام، رعاية حق الجيران، رعاية المطلقات والأرامل، الوقف الخيري، الوصايا والهبات.
ومن صور الأمن المجتمعي أيضًا تحقيق الأخوة ووحدة الصف  المجتمعي: فإن الدول لا تأمن على حدودها ولا مؤسساتها بقدر ما تأمنه من ناحية وحدة الصف بين أبناء المجتمع، والوحدة أساس التضامن والتماسك المجتمعي، والمؤمنون إخوة، والإنسانية بينها وبين بعضها محبة إنسانية. فالأمن المجتمعي لن يتحقق في مجتمع ترتفع فيه صيحات القبلية والعصبية المقيتة، ومن أراد الدليل فلينظر في المؤاخاة التي حمل النبيّ صلى الله عليه وسلّم لواءها بين المهاجرين والأنصار، وبين المسلمين وغيرهم من أبناء الوطن من غير المسلمين.
ومن صور الأمن الاجتماعي أيضا تحقيق العدل والمساواة بين  الناس: فمما لا شكّ فيه أنّ الدول لا تُبنى بالظلم، كما لا ينتشر فيها الأمن بالبغي والعدوان بين الأفراد، ولذا فإن العدل والمساواة تعد من أهم معالم وركائز الأمن المجتمعي، وقد كتب يومًا أحد الولاة إلى الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز (رحمه الله)، يطلب منه مالاً كثيرًا؛ ليبني سوراً حول عاصمة الولاية، ويقول: (إن مدينتنا تهدّمت،  فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا ملا نرممها به، فعل) فردّ عليه عمر -رحمه الله- فقال: (إن قرأت كتابي هذا: فحصِّنها بالعدْل ونقِّ طرقها من الظلم؛ فإنه عمرانها).. وأمّا المساواة: فلها ثلاث صور أساسية -وجودها يُحقق الأمن المجتمعي بالمعنى الحقيقي-، منها:
  • أولا:  المساواة  في القيمة الإنسانية المشتركة: فالناس سواء في الإنسانية، قال تعالى: )يَا  أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ  شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ  أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ( [الحجرات: 13] فما فرّقتنا أقدار الله شعوبًا قبائل إلا للتعارف والتواصل الإنساني والتكامل المجتمعي.. فمتى  تحققت المساواة الإنسانية، كلما كانت المجتمعات -بطوائفها وألوانها ولغاتها  وعقائدها- في تآلف وأمان عام.
  • ثانيًا: المساواة أمام القانون والقضاء: وما خبر سيدنا الحبيب القائد رسول الله عنا ببعيد، حين جاء أسامة شافعا للمرأة المخزومية، فأعلنها صريحة مدوية في سمع الدنيا: ((أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ  فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ  كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ  الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ  بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)). إنها رسالة لتأمين المجتمعات، بتحقيق المساواة القانونية والقضائية بين كل الناس.
  • ثالثًا:  المساواة  في ممارسة النشاط الاقتصادي: بحيث يكون الناس سواء في ممارسة النشاط الاقتصادي، ولا يستأسد أحد بذلك عن بقية الخلق، ولا يحتكم أحد في أحد، ولا يتحكّم فريق في الاقتصاد دون بقية الفاهمين العاملين الباذلين؛ فيتحقق حينها الأمان العام، ويشعر المجتهد أن جهده لا يضيع.
ويضيف " هندي" أن من مظاهر الأمن المجتمعي  أيضا شكر نعم الله تعالى على الوجه الصحيح: فإنَّ تلك القرية التي كفرت بنعمة الله تعالى، ولم تُقدِّر نعمة الله عليهم من الأمن ووجود لقمة العيش، حتى سلب الله منهم الأمن المجتمعي وانتشر بينهم الخوف، وسلب منهم الأمن الغذائي فنشر بينهم الجوع، قال تعالى: )وَضَرَبَ الله مَثَلًا قَرْيَةً  كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ  فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجُوع وَالْخَوْفِ  بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ( [النحل: 112]. والشُّكر الحقيقي يتحقق باللسان والقلب والجوارح، وأن نوظّف ما أعطانا الله تعالى من النعم في مرضاته سبحانه.

الكلمات المفتاحية

الأمن المجتمعي أهمية الأمن المجتمعي اهتمام الإسلام بالأمن الاجتماعي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled احتل الأمن الاجتماعي في الإسلام مكانة عالية حيث ذكره الله تعالى في القرآن في أكثر من موضع منه قوله تعالى: " الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".. فالأمن