قال رسول الله صلى لله عليه وسلم من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
فالواجب على من أسدي إليه معروفا أن يشكره بأفضل منه أو مثله لأن الإفضال على المعروف في الشكر لا يقوم مقام ابتدائه وإن قلّ فمن لم يجد فليثن عليه فإن الثناء عند العدم يقوم مقام الشكر للمعروف وما استغنى أحد عن شكر أحد.
وقد كان من دعاء الصحابي قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما : " اللهم ارزقني مالا وفعالا فإنه لا يصلح الفعال إلا المال".
وقد كان له عجائب وذكاء وحسن تفرس في البذل والعطاء ومن ذلك:
1-أن امرأة لا يعرفها تعرضت له، فقالت له: إن بيتي قليل الفئران، ففهم قصدها وعرف أن بيتها لا يوجد به خبز أو زيت، لذلك لا تطلبها الفئران.
فقال قيس لما عرف طلبها مع عفتها في التصريح بالفقر والحاجة قال: ما أجمل هذه الكناية، والله لأملأن بيتك فئرانا، املأوا بيتها خبزا وزيتا.
2- وخرج قيس بن سعد بن عبادة من مصر فمرّ بأهل بيت ، فنزل بهم فنحر لهم صاحب المنزل جزورا- جملا- وأتاهم به فقال دونكم.
فلما كان من الغد نحر لهم آخر ثم حبستهم السماء اليوم الثالث فنحر لهم مثله.
فلما أراد قيس أن يرتحل وضع عشرين ثوبا من ثياب مصر وأربعة آلاف درهم عند امرأة الرجل.
وخرج قيس فما سار إلا قليلا حتى أتاه صاحب البيت على فرس كريم ورمح طويل وقدامه الثياب والدراهم فقال يا هؤلاء خذوا بضاعتكم عني.
قال قيس: انصرف أيها الرجل فإنا لم نكن لنأخذها فقال الرجل لتأخذنها أو لا ينفذ منكم رجل أو تذهب نفسي فعجب قيس منه وقال: لما لله أبوك ألم تكرمنا وتحسن إلينا فكافأناك ما في هذا من بأس.
فقال الرجل: إنا لا نأخذ ضيافة ابن السبيل وإكرام الضيف ثمنا لا والله لا أفعل أبدا قال لهم قيس أما إذ أبى فخذوها منه فأخذوها ثم قال قيس: ما فضلني رجل غير هذا.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟