اشتد الخلاف بيني وبين والدي، ووصل بينا الأمر للمشادة الكلامية، فسقطت مني سهوا أن قلت له: حسبي الله ونعم الوكيل. فغضب مني جدا، وتوقف عن الكلام معي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حاولت أن أعتذر، لكنه لم يقبل اعتذاري، وصار الآن يهدد بأنه إذا لم يكن راضيا عني، فإن أموري الدنيوية لن تتسهل. فما الحل؟
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: إن مجرد مجاراة الولد لوالده إذا اشتد معه في الخلاف فيه إيذاء له، ويترتب عليه الوقوع في العقوق، وقد وجَّه القرآن الكريم إلى الأسلوب الذي يخاطب به الوالد، قال تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:24}.
وضابط عقوق الوالدين، وهو أن يحصل من الولد اتجاه أبويه أو أحدهما إيذاء متعمد تعارف الناس على أنه عقوق، وأما مجرد الغضب على تصرف الوالد فليس بعقوق ما لم يحصل بسببه أي نوع من الإيذاء له ولو بأبسط شيء كعبوس الوجه ونحو ذلك، وإن كان الأب ظالماً فمن البر منعه من هذا الظلم، وليكن ذلك باتباع أسلوب حسن،
وتابع مركز الفتوى قائلًا: عليك التوبة مما بدر منك تجاه والدك، وننصحك بالتوسط إليه ببعض أهل الخير، ومن ترجين أن يستجيب قوله؛ ليقبل اعتذارك ويسامحك، فإن تم ذلك، فالحمد لله، وإلا، فأكثري من الدعاء له بخير، والإكثار من سؤال الله العافية.
واحرصي على بره، والإحسان إليه، فلعل ذلك يكون سببا لرضاه عنك. هذا مع العلم بأن إساءة الوالد لا تسقط عن الولد بره والإحسان إليه.
وأما قول: حسبي الله ونعم الوكيل، فقد أوضح المركز في فتوى سابقة مشابهة أن هذا الذكر من الأذكار الواردة التي يشرع للمسلم أن يقولها لا سيما عند حصول المكروه أو الخوف، وعليه فلا بأس أن تقول الأخت عند ظلم أمها لها، ولكن لا تقله أمام أمها، بحيث تسمعها ولا تقله بقصد الدعاء عليها لأنه جرى الدعاء به في بعض أعراف الناس.. ونوجه كلمة لهذه الأم بأن تتقي الله تعالى وتكف عن ظلم ابنتها، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
اقرأ أيضا:
ما حكم إمامة الأعمى؟اقرأ أيضا:
حقوق الزوجة إذا طُلِّقت من زوجها بناء على طلبها لأسباب معتبرة؟.