عقدت جامعة الأزهر برئاسة الدكتورمحمد المحرصاوي، رئيس الجامعة، اليوم الأربعاء، مؤتمرًا صحفيًّا تمهيدًا لانطلاق مؤتمرها العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تحت عنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وأوضح الدكتور المحرصاوي أن هذا المؤتمر ليس الأول الذي تعقده الجامعة لمناقشة التغيرات البيئية؛ حيث عقدت لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة مؤتمرها الأول تحت عنوان «الطاقة حق ومسؤولية»، والمؤتمر الثاني تحت عنوان: «مواردنا حق أبنائنا»، وتسعى جامعة الأزهر لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدًا وتحضيرًا ودعمًا لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.
كما لفت المحرصاوي إلى تميز طلاب جامعة الأزهر في الخروج بعدد من المبادرات التي تخدم البيئة، كطلاب فريق «إيناكتس الأزهر»، الفائزين بكأس العالم لريادة الأعمال المجتمعية لطلاب الجامعات، واستطاعوا الخروج بمشروع ريادي لتحويل قشر الجمبري إلى 5 منتجات رئيسة، ممثلة في التوابل والأسمدة ومزارع الجمبري والأقنعة الطبية وفلاتر المياه، وتصدير هذه المنتجات لأربع دول إفريقية ودولتين في أوروبا.
وأضاف المحرصاوي أن المؤتمر يأتي في إطار الدور المجتمعي والتوعوي للأزهر الشريف، وأن الأزهر قد حمل على عاتقه مكافحة الفكر المتشدد والتصدي للسلوكيات السلبية في المجتمعات؛ لا سيما على مستوى البيئة والمناخ، مشيرًا إلى أن الأزهر استضاف مؤخرًا اجتماع المجلس الاستشاري الإسلامي للتوعية بضرورة اللقاحات ضد مرض شلل الأطفال خاصة في بعض الدول النامية التي تعاني من انتشار الفتاوى التي تحرم هذه اللقاحات،
كما كان للأزهر عدد من المشاركات العالمية للتوعية بحقوق البيئة والإنسان؛ ممثلة في مشاركة فضيلة الإمام الأكبر في قمة قادة الأديان لمناقشة تغير المناخ خلال العام الحالي بالفاتيكان، وقمة قادة الأديان من أجل التعليم، وقمة قادة الأديان للحفاظ على كرامة الطفل في العالم الرقمي، وغير ذلك من المشاركات العالمية التي تؤكد عزم الأزهر على التصدي لكل الظواهر السلبية.
وأضاف رئيس الجامعة أن المؤتمر سيناقش عددًا من المحاور ممثلة في تغير المناخ والطاقة، تغير المناخ والصحة، دور الانبعاثات الكربونية في تلوث البيئة، التلوث وآثاره على المناخ، التكيف الفعال، تغير المناخ والصناعة، تأثيرات الاحتباس الحراري على المناخ وأسبابه، احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، الاستدامة وتغير المناخ، الحلول العملية لتغير المناخ، تغير المناخ والمياه، تغير المناخ والزراعة.
من جانبه، قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، المقرر العام للمؤتمر، إن جامعة الأزهر قد استفادت بالفعل من الطاقة الطبيعية والمستدامة كاعتمادها على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في مبنى رئاسة الجامعة، كخطوة أولية لتعميم التجربة على كل كليات الجامعة، وأن الجامعة تسير بخطى ثابتة في تنفيذ خطة الدولة المصرية نحو الاعتماد الكامل على الموارد البيئية المستدامة وإحلالها محل الموارد المتجددة والصناعية.
وشدد صديق على أن المؤتمر يأتي في وقت مهم وحرج خاصة في ظل ما شهده العالم خلال الأيام الماضية، في واحدة من أسوأ موجات الطقس والأعاصير التي تسببت في حالة من الدمار والخسائر المادية والبشرية، وانهيار العديد من المنازل وتحطم الأشجار وسقوط ضحايا ومصابين.
وصرح الدكتور محمود صديق بأن المؤتمر سيناقش أكثر من 80 بحثًا علميًّا تم اختيارهم بعناية من خلال اللجنة العلمية للمؤتمر من بين أكثر من 250 بحثًا، مضيفًا أن المؤتمر سيناقش دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية في التوعية بخطورة تغير المناخ، ودور القيادات الدينية في التوعية بضرورة الحفاظ على البيئة، ودور السياسات العالمية في تهيئة الجو المناسب لرفع التوعية بالمشكلات البيئية والمناخية.
اقرأ أيضا:
قالوا عن النساء.. ماذا عن الزوجة الأولى والثانية؟وأضاف نائب رئيس جامعة الأزهر أن الجامعة بصدد إطلاق عدد من المبادرات للانطلاق نحو بيئة آمنة ومستقرة، كمبادرة «ازرع شجرة مثمرة»، والتي تستهدف تغطية جامعة الأزهر بالزهور والثمار انطلاقًا نحو الريادة في مجال تحول الجامعات المصرية للبيئة الخضراء، والمبادرة الثانية «لا للمخدرات»، والتي تستهدف الحفاظ على الشباب وتحصينهم من المخدرات؛ والحفاظ على البيئة والأشخاص من آثار أدخنة هذه المخدرات والتدخين السلبي،
وكذلك طرحت جامعة الأزهر مبادرة «سفراء المناخ» لمائة شاب بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني؛ لتأهيل الشباب وتدريبهم على رفع الوعي بمخاطر التغيرات البيئية والمناخية، وذلك من خلال إلحاقهم ببرامج تدريب مكثفة وورش عمل متخصصة؛ تمكنهم من المشاركة والتأثير في الأوساط الشبابية.
وتعقد جلسات المؤتمر وفعالياته على مدار ثلاثة أيام (السبت، الأحد والاثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م، بقاعة المنارة بالتجمع الخامس، بحضور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، والعلماء المتخصصين، وعدد من الوزراء والمحافظين ورؤساء الجامعات والمثقفين والشخصيات العامة والفاعلة في المجتمع.