أخبار

ما حدود عورة المرأة أمام النساء؟

أفضل وقت لتناول وجبة الإفطار.. يساعدك على إنقاص الوزن والعيش لفترة أطول

متى يكون الصداع علامة على مرض خطير؟

أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنة

ما المسجد الأقصى.. ولماذا يدافع المسلمون عنه؟

العدس غذاء ودواء.. لماذا نحرص على تناوله في فصل الشتاء؟

حتى يؤتيك الله من فضله.. عليك بهذه الأمور

بشارات نبوية للأمة المحمدية.. هؤلاء يدخلون الجنة بلا حساب

خزائن الله لاتنفد.. لماذا يعاني البشر من التعاسة رغم التقدم العلمي؟ (الشعراوي يجيب)

10طاعات تؤمن لك الوصول لمعية الله .. ليس كمثلها معية

تبحث عن السلام النفسي؟..قصة من القرآن تحل لغز الضيف الثقيل في حياتك

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 10 سبتمبر 2024 - 07:12 ص

دائمًا ما يبحث الإنسان المسالم، عن المجتمع الهادئ الذي يفهم عقله، ويحترم مشاعره وأحاسيسه، ويكون كالنسيم له في أيام الحر الشديد، ويوفر له الاستقرار النفسي والهدوء، ولكن سرعان ما تجد نفسك حينما تعيش داخل مجتمعك الجديد من الأصدقاء والأقارب، داخل صراع كبير من المشكلات والأحاسيس المتصارعة، والأمواج العاتية من ملاحقات الغير لك من البشر، والضغوط النفسية التي تجعلك وكأنك صريع لا يستطيع التحرك نتيجة الكم الهائل من المشكلات المتلاحقة فوق رأسك.

فكم منا لا يتحمل مشكلات الغير في الوقت الذي يعجز هو نفسه عن حل مشكلاته، فقد تجد نفسك وأنت تجلس وحيدا في غرفتك لتفكر كيف تدبر أمرك من نفقات الأبناء، وتعليمهم، ومطالب زوجتك التي لا تنتهي، بالهاتف يدق فوق رأسك، لتتفاجأ بأصوات تصهل بالضجيج والعراك والصراخ بين أطراف مشكلة انفجرت فوق رأسك الهادر، وتطالب بالمجيئ للتدخل من أجل الحل، كأن يكون صراخ أخيك مع زوجته، أو أختك مع زوجها، أو رئيسك في العمل، أو أصدقائك وجيرانك في الحي الذي تسكن فيه.

وكم من صديق تجلس معه لتتناسى معه مشكلاتك التي حلت فوق رأسك، وتجده ما أن يجلس بين يديك ليحاصرك بمشكلاته، بل ربما يجعل لك نصيب منها، ويشركك في مصائبه التي لا تنتهي، بل لا تجد اتصال هاتفي منه يبشرك بالخير أبدا.

ففرق كبير من أن تكون إنسانا إيجابيا يحب الخير بين الناس ويصلح بينهم، ويسعى لحاجتهم، فهذا هو أصل ما نبه عليه الإسلام، بأن تكون طيبا صالحا مصلحا معينا لغيرك من الناس، وبين أن تقع ضحية لمجموعة من الناس لا يعرفون منك إلا الشكوى، و حصارك بمصائبهم مادمت حيا بينهم، لتجد نفسك في صراع دائم، على حساب أعصابك وسلامك النفسي، فتشعر وكأن المحيط الذي تعيش فيه بين الأصدقاء والأقارب أصبح كالضيق الثقيل.

اقرأ أيضا:

أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنة

ماهو الضيف الثقيل؟

ضرب الله عز وجل المثل القرآني لهذه الحالة من "الضيف الثقيل" الذي يثقل عليك ببعض تصرفاته، وأنت لا تملك إلا أن تصبر عليه حرجا من أن تؤذيه ولو بكلمة، فتكون حياتك وخصوصيتك ضحية هذا الضيف الذي لا يكترث لمشاعرك ومشكلاتك أنت أيضا، فضلا عن ظروفك التي قد تطرأ عليك وتتأثر بما يثقل عليك فيه، فتكن أنت وأسرتك ضحية أذى الغير لك سواء كان يدري أم لا يدري.

هذه الحالة مع التشبيه في الفارق تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم، حينما عقد على أم المؤمنين زينب بنت جحش، ودعا النبي أصحابه لوليمة، لكنه فوجئ ببعض أصحابه بعد أن فرغوا من الطعام، مستمرين في الجلوس ومستأنسين بما أتيح لهم من المناخ الذي يتمناه أي مسلم في صحية النبي صلى الله عليه وسلم، والاستئناس بحديثه، ولكنهم فاتهم أن النبي إنسان له حاجة وعنده ظروفه ويحتاج إلى الراحة، وينتظر احترام خصوصيته، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أكرم الخلق في إكرام الضيف وتلبية حاجتهم وحل مشاكلهم، ولكن نسى أصحابه أنه إنسان يحتاج إلى ما يحتاجون إليه.

وفي هذه القصة قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 53].

قال الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسير هذه الآية الكريمة:لما بيَّن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي له مراعاته؛ من شأن أزواجه أمهات المؤمنين، بيَّن تعالى بهذه الآية ما يجب على المؤمنين مراعاته أيضًا نحو النبي صلى الله عليه وسلم وأمهاتهم، وحرمة بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذه الآية - والمعروفة بآية الحجاب - نزلَت في شأن نفرٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمَّا أكلوا طعامَ الوليمة التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوَّجه اللهُ بزينب بنت جحش - وكان الحجاب ما فرض بعدُ على النساء - مَكثوا بعد انصراف الناس يتحدثون، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وخرج أمامهم؛ لعلهم يخرجون، فما خرجوا، وتردد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على البيت، فيدخل ويخرج رجاء أن يخرجوا معه فلم يخرجوا، واستحى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يقولَ لهم: هيَّا فاخرجوا، فأنزل الله هذه الآية.

هكذا نحن

فنحن دائما ما نثقل على غيرنا بمشكلاتنا سواء كانت تافهة أو كبيرة، ودائما ما نلقي بمصائبنا على رؤوس بعض المقربين منا فيفرون منا كما يفر الصحيح من المجزوم، فهناك بعض الأوقات التي من الممكن أن تلتمس فيه عون أخيك ونصيحته والاستماع إليك، وهناك أوقات أخرى قد يكون أخيك مشغولا بما أهمه هو أيضا ويبحث عمن يسمعه ويعينه على مشكلته.

فلا تدري أنت حينما تتحدث عن بعض أمورك أن جليسك قد يكون مهيأ لها على طول الخط، فقد يكن هناك ما أهمه أيضا وأقض مضاجعه ويتحرج أن يشكو لأحد غير الله، فتجعل أنت بحديثك المصيبة مصيبتين فوق رأسه، وأنتت لا تشعر به، ولا تعتقه لوجه الله حتى تصبح وتجده قد توفاه الله.

فالإنسان يجب أن يكون ضيفا خفيفا على أخيه، ويجب أن يكون حسيسا، يعرف متى يتكلم ومتى يطلب؟ وكيف يتكلم، وكيف يلتمس عذر أخيه، ومتى يشكو، ومتى يطلب حاجته، ويشعر بخطورة أن يسترسل بكل ما يجول في صدره، لأنه ربما في هذه الحالة تكن مثل الرجل التافه يتحدث بكل ما يسمع أو يحب أن يتكلم فيه دون مراعاة ظروف الأخرين.

فكما أن للبيوت حرمة يجب مراعاتها قبل الدخول على أصحابها، بأن ينبغي للمؤمنين أن يلتزموه من الآداب في الاستئذان والدخول، فأيضا لنفوس البشر وخصوصيتهم وقلوبهم وآذانهم حرمة يجب عليك الاستئذان قبل الدخول عليها، ويجب عليك أن تتحين الوقت المناسب لكي تتحدث مع أخيك وان تنزل من فوق أذنه فورا متى التمست في عينه بؤسا يتحرج أن يفصح عنه.

وكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستحي أن يقول لضيفه اخرج من البيت؛ فقد انتهى الطعام، فقد يكون اخيك متحرجا أيضا من أن يقول لك انزل من فوق رأسي فقد أهمتني بعض مصائبي ولا أستطيع أن أفصح عنها.

والله ﴿ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾.

اقرأ أيضا:

حتى يؤتيك الله من فضله.. عليك بهذه الأمور



الكلمات المفتاحية

الصديق الممل حقوق الصداقة كثير الشكوى المراة الأنانة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled دائمًا ما يبحث الإنسان المسالم، عن المجتمع الهادئ الذي يفهم عقله، ويحترم مشاعره وأحاسيسه، ويكون كالنسيم له في أيام الحر الشديد، ويوفر له الاستقرار الن