مباني الإسلام الخمسة، كل واحد منها يكفر الذنوب والخطايا ويهدمها،، فشهادة "أن لا إله إلا الله"..لا تبقى ذنبا، ولا يسبقها عمل.. والصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر، وأن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وأن الحج المبرور يطهر صاحبه من الذنوب كيوم ولدته أمه، وأن الدعاء منه ما يعود برضا الله، حتى يصيب العبد به الجنة مع قليل العمل.
فوائد يجب الوقوف معها:
1-وسر ذلك كله الإخلاص.. يعني إخلاص العمل لله وحده لا شريك له، لا لشيء آخر سواه، فإذا كان العمل غير مخلص لله لا يقبل، وبالتالي لا يؤثر في أي أثر، ولا يكفر أي ذنب ولا يوجب أي ثواب.
2- ونظرا " لكثرة دوران كلمة الإخلاص على الألسنة، فقد ادعاها بعض الناس، دون تحقيق ولا تدقيق في معناها.
3- الإخلاص مقدم على النبوة والرسالة في قوله تعالى: (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا) ، وذلك لشرف الإخلاص وفضله، وتقدم وجوده على وجودهما، وكونه سببا في الترشيح لمنصب الرسالة والنبوة.
4- حقيقة الإخلاص: تصفية العمل عن ملاحظة الخلق، وتحديد الإرادة بالعمل لله وحده دون شيء آخر سواه، وبهذا المعنى وحده تتحقق نجاة الإنسان من سوء الذنوب وسوء الدنيا بوجه عام، انظر إلى قوله تعالى: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) ، فأنت ترى الإخلاص سببا في صرف السوء والفحشاء عن يوسف عليه السلام، كما أنه سبب لاصطفاء المخلصين للنبوة والرسالة. وحب الله حسب درجات الإخلاص.
5- الإخلاص شرط عام في قبول جميع أنواع الطاعات، وكل عمل خلا منه فهو إلى الهلاك أقرب، ففي الحديث المرفوع:) إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه.
-ولأهمية الإخلاص كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: من خلصت نيته كفاه الله ما بينه وبين الناس.
- وكتب سالم بن عبد الله بن عمر، إلى عمر بن عبد العزيز: اعلم يا عمر أن عون الله للعبد بقدر نيته، فمن خلصت نيته، تم عون الله له، ومن نقصت نبته نقص عنه من عون الله بقدر ذلك.
- ولهذا فليست العبرة بكثرة الأعمال، وكثرة الأدعية بقدر ما هي بالإخلاص فيها، ولو كانت قليلة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم، لمعاذ بن جبل: أخلص العمل يجزك منه القليل .
اقرأ أيضا:
مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمانمراتب الإخلاص:
1-إخلاص الأنبياء والمرسلين والتابعين لهم بإحسان وهو العمل لله وحده دون ملاحظة أي غرض دنيوي ولا أخروي بل لمجرد الحب لله وطاعة أمره.
2- العمل لله وحده ليمنح الله العامل المخلص حظا أخرويا، مثل تكفير الذنوب، والظفر بالجنة.
3- العمل لله وحده رغبة في حظ دنيوي مباح، كتوسعة الرزق، ودفع المؤذيات.
وما سوى ذلك فهو رياء مذموم، وشرك محبط للأعمال.