بقلم |
عامر عبدالحميد |
الخميس 23 ديسمبر 2021 - 02:40 م
أهلك الله قوم بلوط بحجارة من سجيل منضود، وجعل قريتهم عاليها سافلها، بسبب ما اقترفوه من آثام، تخالف الفطرة، وما جبل عليه الإنسان من الأخلاق الكريمة.
عقوبة عجيبة:
قال أحد شيوخ الصوفية بمكة: قال لي رجل من الحاج: مررت بديار قوم لوط وأخذت حجرا مما رجموا به، وطرحته في مخلاة، ودخلت مصر، فنزلت في بعض الدور في الطبقة الوسطى. وكان في أسفل الدار غلام حدث، فأخرجت الحجر من مخلاتي، ووضعته في نافذة في البيت، فدعا الحدث الذي كان في أسفل الدار صبيا إليه، واجتمع معه ليمارس الفاحشة فسقط الحجر على الحدث من النافذة فقتله.
فاسق لم يغفر له:
يقول الفقيه والمحدث يونس بن عبد الأعلى: خرجت حاجا إلى مكة فلما صرنا كان ليلة عرفات رأى الإمام الذي حج بنا تلك الليلة بمنى مناما، فلما صرنا بعد الحج إلى مكة بعد انقضاء الحج، بتنا تلك الليالي في المسجد الحرام، والخلائق جلوس، إذ سمعنا مناديا ينادي فوق الحجر: أنصتوا، يا معشر أهل الحجيج، فأنصتوا، ثم قال: يا معشر أهل الحجيج: إن إمامكم رأى أن الله، عز وجل، قد غفر لكل من وافى العام البيت إلا رجلا واحدا فإنه فسق بغلام.
امرأة صاحب المسحاة والملك
كان في بني إسرائيل امرأة ذات جمال، وكانت عند رجل يعمل بالمسحاة، فكان إذا جاء بالليل قدمت له طعامه، وفرشت له فراشه. فبلغ خبرها ملك ذلك العصر، فبعث إليها عجوزا من بني إسرائيل، فقالت لها: ما تصنعين بهذا الذي يعمل بالمسحاة! لو كنت عند الملك لكساك الحرير، وفرشك الديباج. فلما وقع الكلام في مسامعها جاء زوجها بالليل، فلم تقدم له طعامه، ولم تفرش له فراشه، فقال لها: ما هذا الخُلُق؟ فقالت: هو ما ترى. فقال: أطلقك؟ قالت: نعم، فطلقها. فتزوجها ذلك الملك، فلما زفّت إليه نظر إليها فعمي، ومد يده إليها فجفت. فرفع نبي ذلك العصر خبرهما إلى الله، عز وجل، فأوحى الله تعالى إليه: أعلمهما أني غير غافر لهما، أما علما أن بعيني ما عملا بصاحب المسحاة.
حكاية أخرى:
روى القاسم بن محمد- حفيد الصديق أبي بكر- أن رجلا أخبره أنه استضاف ناسا من هذيل، فخرجت لهم جارية، واتبعها ذلك الرجل، فأرادها على نفسها فتعافسا في الرمل، فرمته بحجر، ففضت كبده، فبلغ ذلك عمر، رحمه الله، فقال: ذاك قتيل الله لا يودى أبدا- أي ليس له دية بسبب فعله-.