الوضوء شرط من شروط صحة الصلاة في الإسلام، فلا تجوز الصلاة بدونه، وعلى الرغم من هذا الأمر يتكرر في اليوم خمس مرات، ومع ذلك، مازال البعض يخطئ فيه، بل قد لا يفرق البعض بين الفرض والسّنة في الوضوء.
بداية لابد أن نتعلم كيف كان يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنسير على نهجه، فإن الوضوء يبدأ بالنية استعدادًا للصلاة، ثم يقول المرء: (بسم الله، ثم يغسل كفيه ثلاث مرات، ثم يتمضمض، ويستنشق ثلاث مرات، ثم يغسل وجهه كله ثلاثاً، ثم يغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً، ثم يمسح رأسه كله بيديه، ويمسح أذنيه، ثم يغسل رجليه مع الكعبين ثلاث مرات).
يقول تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » (المائدة: 6).
فرائض الوضوء
للوضوء فرائض، حددها أهل العلم في التالي: «النية ومحلها القلب.. وغسل الوجه.. وغسل اليدين للمرفقين.. ومسح الرأس.. وغسل القدمين للكعبين.. وترتيب أركان الوضوء، وتعاقب أركان الوضوء -أي نقوم بغسل كل جزء يلو الآخر ولا ننتظر حتى يجف ما قبله-».
فإذا نفذ العبد المسلم المطلوب منه في الوضوء، يدخل الصلاة وليس عليه شيء، لأن الوضوء ينظف العبد من ذنوبه كما ينظفه من دنسه.
فقد أخرج البخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمساً، هل يُبْقي من درنه شيئاً».
اقرأ أيضا:
عبد الله مخلصا 500عام وقذف في النار .. هذا هو السبب .. اللهم ادخلنا الجنة بفضلك وليس بعدلكسنن الوضوء
أما من سنن الوضوء، وهي التي قد كان الكثير من الناس يتصورونها فرضًا، فمنها: (قول بسم الله في بداية الوضوء.. وغسل اليدين للرسغين.. والمضمضة (فيما عدا المذهب الحنبلي قال أنها واجبة).. والاستنشاق (فيما عدا المذهب الحنبلي قال أنها واجب).. والاستنثار (وهو إخراج الماء من الأنف بعد إدخاله).. ومسح الرأس كله (سُنة لدى الشافعية والحنفية، وفرض لدى الحنابلة والملكية).. ومسح الأذنين.. وتخليل الماء في شعر اللحية.. وتخليل الماء بين أصابع القدمين.. وعمل كل خطوة ثلاث مرّات.
استخدام السواك.. وعدم استخدام الماء بإسراف.. والبدء بالعضو الأيمن في كل خطوة)، لكن على الجميع أن يعي تمامًا أن الوضوء للصلاة من أعظم الطهارات التي رتب الله عليها الأجر العظيم، فهو وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا توضأ المؤمن فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخِر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة بطشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيًا من الذنوب».