كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ويحث عليها، قائلاً: "تهادوا؛ فإن الهدية تُذهِب وحر الصدر"، أي الغل والحقد.
وهو ما أثبتته دراسة حديثة أجراها علماء النفس بجامعة كاليفورنيا توصلوا إلى أن الشخص الذي يمنح الهدايا للآخرين يتمتع بقلب صحي أفضل من غيره.
إذ تشير النتائج إلى أن تقديم هدايا عيد الميلاد للأصدقاء والعائلة قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
أظهرت الدراسات السابقة أن العطاء يمكن أن يفيد الحالة المزاجية والرفاهية العقلية من خلال تحسين احترام الذات. لكن باحثين بجامعة كاليفورنيا أرادوا معرفة ما إذا كان ذلك مفيدًا للقلب أيضًا.
معدل ضربات القلب وضغط الدم
واختار الباحثون، 90 طالبًا جامعيًا وعرضوهم أولاً لموقف مرهق - وأخبرهم أن لديهم دقائق فقط للتحضير لخطاب كان عليهم إلقاءه أمام الجمهور، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب وضغط الدم أثناء قيامهم بذلك.
بعد ذلك مباشرة، قيل لنصف الطلاب المشاركين، إن بإمكانهم اختيار بطاقة هدايا وإرسالها إلى أي شخص يريدونه، بالإضافة إلى رسالة بريد إلكتروني توضح سبب اختيارهم لهم. بينما سُمح للباقي باختيار بطاقة هدايا لأنفسهم.
وكشفت النتائج، التي نُشرت في مجلة "الفيسيولوجيا النفسية"، أن معدل ضربات القلب وضغط الدم انخفض بشكل ملحوظ عندما سُمح للطلاب المرهقين بإرسال هدية لأحبائهم. لكن لدى الذين تلقوا الهدايا كان التأثير عليهم أقل بكثير.
قال الباحثون إن السلوك الاجتماعي الإيجابي - حيث يقوم الأفراد بأشياء لصالح الآخرين بدلاً من أنفسهم - معروف بالفعل بأنه يعزز الرفاهية النفسية. لكن الدراسة الأخيرة تظهر أنه مفيد أيضًا للقلب.
اقرأ أيضا:
علاج الأمراض بالأذكار.. فطرة سوية أم دروشة صوفية؟فوائد العطاء
في تقرير عن النتائج، قال الباحثون: "السلوك الاجتماعي - أو الوهج الدافئ للعطاء - يمكن أن يكون له فوائد عديدة. بالإضافة إلى تقليل معدل ضربات القلب وضغط الدم ، فإنه يقلل من معدلات الاكتئاب والتوتر. لقد وجدنا أن لها تأثيرًا أكبر من سلوك المكافأة الذاتية".
قال البروفيسور كاري كوبر، عالم النفس البريطاني، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل"، إن تقديم الهدايا أو مساعدة الآخرين يجعلنا أكثر اجتماعية وأقل عدوانية.
أضاف: "تُنفق الكثير من حياتنا الطبيعية في كسب المال لرعاية أنفسنا وعائلاتنا، غالبًا في وظائف حيث يتعين عليك أحيانًا أن تكون قاسيًا مع أشخاص آخرين. "إن تقديم هدايا عيد الميلاد هو فرصة للتعويض عن ذلك - وهو أمر جيد لصحتنا".